«إلى الحقيقة الظل حيثُ لا أراك»

قلبي واهن وروحي تشدني نحو القاع، القاع الذي لا قرار له. تضغط الأيام فوق صدري، ومرات أخرى تفلته وتهوي به وأحس أن حتفي قريب. ليس العضو حين يأن بل الروح حين تضعف، تهلك. أحاول أن أخرج من النقطة السوداء صاغرة مثل أنملة، وأن أجعل البياض مثل بحر لا انتهاء له. أحاول عبثًا، ولكن الزاوية واحدة والجهات لا تحملني فوقها لأتخفف من ثقلي مثل ريشة في الهواء. أتسلح بك، بقوتي التي يظهرها حضورك الأبدي في هذه الزاوية. أدقق النظر حتى أغمض عيني على رجفة يهتز لها قلبي، رجفة أعرف بها أنك عبرتني. ما أفتأ أحن إليها بين الحين والآخر، وأعرف معرفة نبي، أنك اخترتني فيها في أقل من ثانية وأن الغياب ممتد، في حين أن الجلد باق يركب قطعي التي تناثرت وتعيدني بمرورك قطعة واحدة. أنجو بك، حين ترسل لي العلامات لتخبرني بها أنك تراني وأن كل ما كان يكبر في صدري، تجعله هينًا لينًا لما تصير مارقًا فيه. أنت القريب، أنت النجاة وهذا القلب الغائب بعيد عنك، فكيف أجد نفسي وهذا الستار مسدل والجدار، كيف يُهدم الجدار؟