( شَرِيدٌ يَسْتَوطِنُهُ الْقَصيدْ )*

مِنْ خَوْفِهِ لَمْ يَجِدْ صَدْرًا يُؤَمِّنُهُ بَلْ حَازَ حُزْنًا عَلَى الْبَلْوَى يُطَمْئِنُهُ مَا زَالَ تُرْهِقُهُ الْوُجُهَاتُ قَاطِبَةً حَتَّى اصْطَفَى لِلضَّنَى بَيْتًا يُدَنْدِنُهُ هُوَ الشَّرِيدُ الَّذِي قَدْ لَمَّ أَخِيلَةً مِنَ الْقَصِيدِ وَمُوَّالًا يُلَحِّنُهُ فَصَاغَ لِلنَّبْضِ مِنْ أَوْرَادِهِ شَجَنًا مَا انْفَكَّ يَحْمِلُهُ وِتْرًا وَيَحْضِنُهُ كَأَنَّمَا فِي غَدَاةِ الطِّين صَرْخَتُهُ حَدُّ الْوَجِيبِ الَّذِي مَا انْفَكَّ يَطْعَنُهُ خَمْسُونَ عَامًا وَهَذَا الْجَنْبُ مُتَّكأٌ لِكُلِّ نَصْلٍ شَقِيِّ النَّبْضِ يُثْخِنُهُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ أَفْكَارٍ غَاشِيَةٍ رَاحَتْ تُغَرِّبُهُ قَهْرًا وَتَسْكُنُهُ كَأَنَّمَا فِي مَهَبِّ الْهَمِّ خَفْقَتُهُ مِنْ قَابِ جُرْحَيْنِ مِنْ بَلْوَاهُ تَلْعَنُهُ قَدْ ضَاعَ عُمْرًا وَهَذَا الطِّينُ قَيَّدَهُ إِلَى الزَّوَالِ وَذُلُّ الرُّوحِ يَسْجِنُهُ قَدْ أَزْهَقَتْ خَدَّ هَذَا الدَّرْبِ خُطْوَتُهُ حَتَّى رَمَاهُ الْأَسَى كَوْنًا يُعَنْوِنُهُ فَجَاءَ طَيفًا تَلَاشَتْ فِي مَلَامِحِهِ الذِّكْرَيَاتُ الَّتِي خَانَتْ تَكُونُهُ