المملكة.. تاريخ طويل من خدمة ضيوف الرحمن.

منذ اللحظات الأولى لوصول الحجاج القادمين عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية تبدأ خدمة الحاج، منذ لحظة استقباله والأخذ بيده في رحلة إيمانية عابقة بالأثر الذي سيجعل من تجربة كل حاج ذكريات لا تنسى. الجاهزية التي أعلنت عنها مختلف الجهات والوزارات الخدمية المعنية بخدمة الحجيج قد رسمت تصوراً عن حجم تلك الخدمات (الصحية، والأمنية، والغذائية، والتوجيهية ...إلخ) حتى تلك المتعلقة برصد الحالة الجوية، كلها قد حشدت كامل طاقاتها من أجل خدمة ضيوف الرحمن، فعلياً الدولة بأكملها تقف على قدمها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. كل هذا من أجل إنجاح موسم الحج، بعد الخبرة الطويلة التي اكتسبتها المملكة في إدارة وتأمين الحشود المليونية في كل عام. وليست الدولة وحدها المعنية بكل هذا الترحاب بضيوف الرحمن، الترحاب الذي هو سمة هذه الأرض وإنسانها، ففي كل موسم حج يتطوع آلاف من الشباب والفتيات السعوديين من أجل المشاركة في مساعدة الحجاج وتقديم الإسناد البشري لبقية الأجهزة المختلفة للدعم اللازم للتسهيل على الحاج والمعتمر. لقد ظهرت العديد من الصور في صالات الاستقبال في المطارات، حين كان المتطوعون يقدمون الورد والحلويات وينشدون (طلع البدر علينا) مما جعل عشرات الحجاج، ممن فقط التقطتهم عدسات الكاميرا، يذرفون الدموع تأثراً باللحظة التي تتكثف فيها المشاعر تحت تأثير الرمزية التاريخية للنشيد مخلوطةً بالفرحة بتحقق أمنية الحج، لحظة فاخرة من المشاعر المنتصرة التي تنتظم فوضاها في وزن اللحن الذي ينبعث من مكبرات الصوت، بالتشابك مع هيبة الموقف. حتى المشاعر.. يتم تقديمها -كهدية- لضيوف الرحمن. الخدمات التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين للحج والحجاج تنطق بلا كلام، تنطق من خلال الفيديوهات التي يصورها الحجاج أنفسهم من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. في كل عام يطفح سيلٌ من تلك الصور والمقاطع عن الخدمات المقدمة والتعامل الراقي لرجال الأمن السعوديين، وكل هذا يُغني عن أي تقارير إخبارية من الميدان. إنه التوثيق الأصدق الذي يعبر به الحاج عن مقدار ما تم بذله من أجل تسهيل أداء شعائره في يسر وسهولة واطمئنان.