المحررون

وسط ارتياح كبير لمسار حج هذا العام، الذي يشهد نجاحات متتالية في التنظيم والخدمة والتيسير، تبرز صور رجال الأمن وهم يضفون على المشهد طمأنينة مضاعفة. يظهرون في قلب الزحام، وتحت لهيب الشمس، بوجوه تنضح بالهدوء، وأداء يفيض إنسانية، وهم يواصلون الليل بالنهار لخدمة الحجاج، مجسدين التزام المملكة الراسخ براحة ضيوف الرحمن. ومن هذا الإلهام، خصّت اليمامة رجال الأمن برسائل محبة وامتنان، كتبها عدد من المثقفين السعوديين. رسائل هي في جوهرها تحية صادقة لوجوه الأمان التي لا تنام. وتأكيدا على هذا الحضور المتجذر في خدمة الحرمين الشريفين، يكتب الدكتور زاهر عبدالرحمن عثمان عن الرواق القبلي بوصفه درة المسجد النبوي الشريف، موثقًا مظاهر “العناية السعودية” بالمسجد النبوي والمشاعر المقدسة عمومًا، والتي تجاوزت كل الحدود. كما نقدم في هذا العدد تغطية موسعة لموسم الحج، تشمل تقريرًا عن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وآخر عن مبادرة طريق مكة، وهي المبادرة السعودية الملهمة التي تواصل نجاحها للعام السابع على التوالي. ونسلّط الضوء أيضًا على الجهود الإنسانية التي تبذلها مراكز إرشاد الحجاج التائهين على مدى خمسين عامًا، من خلال شهادات مرشدين عملوا في الميدان وعايشوا مواقف مؤثرة تعبّر عن روح العطاء السعودي. وفي سياق تغطيتنا لفضاء الحج المعرفي والروحي، نقدم رصدًا تاريخيًا لخطب يوم عرفة التي أُلقيت في مسجد نمرة، مبرزين مكانتها العالمية باعتبارها منبرًا موحدًا للأمة الإسلامية. وفي “حديث الكتب”، نستعرض كتاب “من لندن إلى مكة” الذي سجلت فيه زينب كوبولد تفاصيل رحلتها كأول بريطانية تؤدي فريضة الحج، متضمّنًا وصفًا ساحرًا لميناء جدة وبساتين المدينة المنورة. ويكتب الدكتور منصر الحارثي مقالة عن تاريخ مجلة الحج، متسائلًا عن أسباب توقفها، وإمكانية عودتها إلى الصدور مجددًا. وتقدم الدكتورة عائشة الحكمي دراسة نادرة ترصد حضور الحج في السير الذاتية السعودية خلال القرن الماضي، عبر مشاهد دوّنها كتّاب وأعيان وعلماء. وفي أبوابنا الأسبوعية، يكتب الأستاذ محمد القشعمي عن “الأستاذ” الذي علّم وزير التعليم الأسبق نشيد الحياة، ويتناول الدكتور محمد الشنطي كتاب خليل الفزيع “أيام أندلسية”. ويقدّم الدكتور صالح الشحري إضاءة على المسجد الأموي، ويكتب عبدالله الوابلي عن “السعودية من إدارة الحشود إلى الريادة البيئية”. أما في الكلام الأخير، فيروي كاظم الخليفة ذكريات طريفة عاشها مع الجالية العربية في مدينة “أيوا” الأميركية، حين قرروا ذبح أضاحيهم في مزرعة “أبي شاكر”، المزارع الأميركي.