تطور من وحدة بحثية ليصبح مركزًا مهمًا وجهة استشارية فنية لا غنى عنها :

معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة.. توصيات وقرارات تاريخية لخدمة ضيوف الرحمن.

تسعى حكومة المملكة العربية السعودية لتوفير الأسباب التي تحقق للحجاج والمعتمرين والزوار نيل بغيتهم وتأدية شعيرتهم بيسر وسهولة، وذلك عن طريق البحث العلمي والأساليب العلمية الحديثة؛ لتحقيق عمل من أفضل الأعمال وأشرف القربات. وقد كان إنشاء معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى أحد تلك الأعمال التي خصصت لتطوير الخدمات المؤدية لتيسير المناسك والعناية بالشعائر الدينية عمومًا. حقق المعهد تطورًا كبيرًا خلال سنوات طويلة، متدرجًا من وحدة بحثية أُنشئت عام 1395هـ بجامعة الملك عبدالعزيز، تتولى النهوض بإحصائيات الهدي والأضاحي، إلى أن أصبح مركزًا لأبحاث الحج في عام 1401هـ، وجهة استشارية فنية للجنة الحج العليا ولجميع الجهات العاملة في أبحاث الحج، حتى صدرت الموافقة السامية الكريمة بنقل المركز إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1403هـ، وربطه بلجنة إشراف عليا يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا –رحمه الله. وفي خطوة نحو عهد جديد وأُفق أرحب ورؤية أشمل، صدرت الموافقة السامية في العام 1418هـ بتغيير اسم المركز إلى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج. وتوالت خطوات التطور وصولاً لإنشاء فرع المعهد في المدينة المنورة، تلاه مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة عام 1428هـ للاهتمام بالبحوث التطبيقية، واستقطاب تقنيات حلول البنى التحتية للنقل والحركة وإدارة الحشود، وعميد المعهد حاليًا هو الدكتور عدنان بن يحيى الشهراني. قام المعهد بإجراء العديد من الدراسات، والتي كان لها الأثر البالغ في تطوير الخدمات المقدَّمة للحجَّاج، ودعم متَّخذي القرار في منظومة الحجِّ والعُمرة، ومن أمثلة تلك الدراسات مشروع النقل التردُّدي في المشاعر المقدَّسة، ومشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، والمشاركة في تصميم منشأة الجمرات، ودراسة قياس مستوى رضا الحجَّاج عن الخدمات المقدَّمة في الحجِّ، وتدريب العاملين في خدمة ضيوف الرَّحمن، من خلال منصَّة «وفادة» للتدريب الخاصَّة بالمعهد.  محطات مهمة في تاريخ المعهد في موسم حج 1399هـ، بدأ المركز بإعداد تجارب على تصميم مخيمات جبلية حظيت بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. وفي 17/ 05 1403هـ، عقد الاجتماع الأول للجنة الإشراف العليا على المركز برئاسة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، ثم صدر في العام ذاته أمرًا ساميًا يقضي بتخصيص القصر الملكي القديم في “مِنَى” ليكون مقرًا للمركز، وفي موسم حج 1403هـ، تم تطبيق قرار منع دخول السيارات الصغيرة للمشاعر بناءً على توصيات المركز، كما تم البدء في الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي بتأسيس مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، حيث تمت الاستفادة من لحوم 113 ألف رأس. وفي موسم حج 1410هـ، تم تخصيص طرق مظللة للمشاة بناءً على توصيات المركز، وفي موسم حج 1412هـ، نفذ المركز تجربة منع الافتراش على جسر الجمرات وتحته. وفي شهر ذي القعدة 1413هـ، عقد أول ندوة من ندوات المركز بعنوان (الإسكان في الحج)، وفي عام 1414هـ، تم تطوير طرق المشاة بناءً على توصيات مركز أبحاث الحج. وفي موسم حج 1415هـ، تم توحيد اتجاه السير على جسر الجمرات العلوي بعد إعادة بناء وتنظيم الجزء الشرقي من الجسر بناءً على توصيات المركز، وفي عام 1416هـ، عقدت الندوة الثانية للمركز بعنوان (الإعلام في الحج)، بالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس، وفي موسم حج العام ذاته، تم تطبيق تجربة محدودة للنقل بالحافلات الترددية، عرفات - مزدلفة، حيث كانت بتصميم وتخطيط وتشغيل المركز. وفي موسم حج 1417هـ، تم التوسع في تجربة النقل بالحافلات الترددية لتشمل مرحلة مزدلفة – منى، بعد استكمال عدد من التجهيزات في الطرق والجسور والمواقف، كما عقد الاجتماع الثاني للجنة الإشراف العليا على مركز أبحاث الحج. وفي عام 1418هـ، تم تنظيم الندوة الثالثة للمركز بعنوان (الخدمات التطوعية)، وفي موسم حج ذلك العام، تمت المرحلة الأولى من مشروع الخيام المقاومة للحريق، ثم عقد الاجتماع الثالث للجنة الإشراف العليا على مركز أبحاث الحج، كما أُقيمت ندوة السلامة بالمشاعر المقدسة، وتمت دراسة بدائل الطبخ بالغاز بمشعر منى. في عام 1419هـ، عقد الاجتماع الرابع للجنة الإشراف العليا على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، وفي عام 1421هـ، عقدت جلسة لجنة الحج المركزية رقم 100 برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- في مقر المعهد بالعزيزية. وفي عام 1422هـ، عقدت ندوة أبحاث الحج “مسيرة واستشراف آفاق المستقبل”، كما أقيمت ندوة الحج العلمية الكبرى. وفي عام 1423هـ، نُظمت الندوة العلمية الأولى عن الأمراض الوبائية للمواشي وتأثيرها على صحة الحجيج، وفي العام التالي أُقيمت ندوة الأمراض الحيوانية. وفي جمادى الأولى 1425هـ، دشن الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز قاعدة معلومات جغرافية المساكن وخدمات المعتمرين بمكة المكرمة، كما وافق على تشكيل لجنة لتوعية الحجاج في بلدانهم (عضوية المعهد)، وفي رمضان 1425هـ، بتكليف من الأمن العام، طور المعهد خرائط المرور بالمشاعر. وحصل المعهد عام 1425هـ على جائزة العمل الأول المتكامل في المعرض المقام على هامش المؤتمر الدولي لتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في دبي. وفي عام 1426هـ، فاز المعهد بأفضل بحث علمي في المؤتمر الدولي بدبي لـ “تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد بالشرق الأوسط”. وفي العام ذاته، احتفل المعهد بتخريج الدفعتين الثانية والثالثة من طالباته الحاصلات على دبلوم إدارة أعمال الحج والعمرة بالمدينة المنورة برعاية الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ثم ناقش الأمير نايف بن عبدالعزيز الخطوات التطويرية للمعهد وترأس لجنة الإشراف العليا على المعهد. وفي عام 1427هـ، رعى الأمير عبدالعزيز بن ماجد الملتقى العلمي الأول لأبحاث الحج بالمدينة المنورة، كما نظم المعهد الأسبوع الثقافي الأول بمركز الملك فهد الثقافي بسراييفو، بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين بجمهورية البوسنة والهرسك، وقام المعهد بدراسة نتائج إزالة الخط المحدد لبداية الطواف. ورعى الأمير خالد الفيصل عام 1428هـ، حفل لقاء الباحثين بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، واطلع سموه على دراسات حركة الطائفين وإدارة الحشود بالحرم، وفي العام ذاته شارك المعهد بمعرض الحرمين الشريفين في “الأيام الثقافية” بتركيا، ثم شارك المعهد في تنظيم الأيام الثقافية السعودية بالجزائر. ورعى الأمير عبدالعزيز بن ماجد عام 1429هـ الملتقى العلمي الثاني بالمدينة المنورة، ثم دشن الأمير سلمان بن عبدالعزيز انطلاق مشروع موسوعة الحج والحرمين. وفي 25 ربيع أول 1429هـ قدم معهد خادم الحرمين الشريفين والمهندسون والخبراء مقترحات لتوسعة المسعى بالأدلة والوثائق وآراء الخبراء والجيولوجيين والمهندسين وشهود العيان. وتتميز أبحاث الحج بصعوباتها كونها تتركز على أيام معدودة محددة من العام لجمع المعلومات وإجراء القياسات ودراسة شرائح متباينة من الأجناس واللغات والمستويات، ويبرز عامل الوقت في مثل هذه الأبحاث والدراسات، فالفرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام، لكن المعهد حقق نجاحًا لافتًا منذ إنشائه بعون المولى عز وجل ثم بدعم متواصل واهتمام شخصي من ولاة الأمر- حفظهم الله - ومن كافة المسؤولين في الأجهزة المعنية بقضايا الحج وخدماته.  أهداف المعهد يسعى المعهد لتحقيق الأهداف الآتية: 1 - تأسيس بنكٍ للمعلومات عن الحج والعمرة، يكون مرجعًا علميًا شاملًا لمختلف أنواع الإحصائيات والحقائق، ومن ثَم عمل نموذج محاكاة حسابي لمختلف عمليات الحج، مما يساعد كثيرًا على التخطيط. 2 - العمل على بناء سجلٍ تاريخي متكاملٍ بالدراسات والوثائق والصور والأفلام والخرائط، والمخطوطات التاريخية للحج، ومكة المكرمة والمدينة المنورة؛ ليكونَ مرجعًا تاريخيًا وعلميًا ثابتًا. 3 - المحافظة على البيئة كما خلقها الله -تعالى- في المناطق المقدسة، والمحافظة على البيئة الإسلامية بمكةَ المكرمة والمدينةِ المنورة. 4 - تطوير الخدمات والمرافق المقدمة في الحج والعمرة والزيارة، ورفع كفاءتها التشغيلية. وتتركز مهام المعهد في إجراء الدراسات والبحوث العلمية التي تهدف إلى تيسير أداء المناسك، وتقديم خدمات أفضل لحجاج بيت الله الحرام وعماره، وزوار مسجد رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وذلك من خلال دراسة الأوضاع الراهنة، وجمع البيانات والمعلومات المفصلة عن مختلف جوانب ومراحل الحج والعمرة والزيارة، ومتطلبات واحتياجات الحجاج والمعتمرين والزوار، وما يقدم لهم من خدمات ومرافق، حتى يمكن من خلالها الحصول على صورة واضحة عن الأوضاع السائدة، ومن ثم تطوير إيجابياتها والتغلب على سلبياتها. أقسام المعهد - قسم البحوث العمرانية والهندسية: يهتم هذا القسم بمجالات التخطيط والعمران بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما يهتم القسم بالأمور الهندسية المختلفة التي تصب في مصلحة وراحة الحجاج والمعتمرين. وفي هذا الإطار يقوم القسم بإجراء الدراسات والبحوث العديدة لاستعمالات الأراضي والإسكان والنقل والمرافق والخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن بهدف تحسين كفاءة أداء كل منها، والمشاركة في وضع الحلول للمشاكل والظواهر المختلفة في الحج والعمرة والزيارة، فيعمل القسم على بحث ودراسة المتطلبات المختلفة للأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين والزوار، وكيفية توفير الراحة والسلامة اللازمتين لأداء مناسكهم بيسر وأمان في كلٍ من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. ويضم هذا القسم عدة وحدات هي: وحدة بحوث التخطيط والتصميم العمراني، وحدة بحوث العمارة والإسكان، وحدة بحوث الخدمات والمرافق، وحدة بحوث النقل والمرور، وحدة بحوث التطوير الهندسي، وحدة دعم التخطيط والتصميم، وحدة بحوث الطاقة والنظم الهندسية. - قسم البحوث الإدارية والإنسانية: يهتم القسم بالبحث في الجوانب الحضارية والإنسانية للحج والعمرة وما يرتبط منها بضيوف الرحمن والعاملين على خدمتهم، ويشمل ذلك البحث في التاريخ العريق للأماكن المقدسة، ومظاهر الحج والعمرة عبر العصور لتكوين السجل التاريخي لها، كما يبحث الخصائص السكانية والاجتماعية والاقتصادية للحجاج والمعتمرين. إضافة إلى ذلك يقوم القسم بدراسة الجوانب الإدارية المختلفة لعمليات ومراحل الحج والعمرة، ويقدم المقترحات والتوصيات لتلبية المتطلبات النفسية والاجتماعية لضيوف الرحمن، والحفاظ على الإرث التاريخي للأماكن المقدسة. ويضم هذا القسم عدة وحدات هي: وحدة البحوث التاريخية والجغرافية والحضارية، وحدة البحوث الاجتماعية والنفسية، وحدة بحوث المناسك، وحدة البحوث الإدارية والتنظيمية وإدارة الأزمات، وحدة البحوث الاقتصادية والسياحية، وحدة الترجمة. - قسم البحوث والشؤون الإعلامية: يجمع القسم بين البحث العلمي والخدمة الإعلامية، فيقوم بدراسة الجوانب الإعلامية في منظومة الحج، ويعمل على تزويد الباحثين الآخرين بالأجهزة والمواد الإعلامية، كما يقوم أيضًا بإنتاج الأفلام الوثائقية والتسجيلية والتقارير المصورة للمواضيع المختلفة المتعلقة بالحج والعمرة والزيارة، كل ذلك في إطار العمل على إعداد سجل تأريخي ووثائقي متكامل عن الحج والعمرة والزيارة، وعمل قاعدة بيانات مصورة عن مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. والوحدات التي يضمها هذا القسم هي: وحدة المعلومات العامة، وحدة التوثيق المصور، وحدة الإنتاج المصور، وحدة بحوث الاتصال الجماهيري، وحدة المعارض. - قسم البحوث البيئية والصحية: يقوم القسم بإجراء الدراسات والبحوث الهادفة إلى الحفاظ على بيئة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من تأثير الملوثات البيئية، وكذلك الحفاظ على صحة الحجاج والمعتمرين والزوار. والوحدات التي يضمها هذا القسم هي: وحدة بحوث الأرصاد والمناخ، وحدة بحوث جودة الهواء، وحدة بحوث المياه، وحدة بحوث الغذاء، وحدة البحوث الصحية والأمراض المعدية، وحدة بحوث الهدي والأضاحي، وحدة بحوث إدارة النفايات، وحدة بحوث المخاطر الطبيعية. - قسم المعلومات والخدمات العلمية: يسعى هذا القسم إلى توظيف الكفاءات وتوجيه الطاقات للعمل الدؤوب وذلك من أجل إنشاء بنك للمعلومات والبيانات الخاصة بالحج والعمرة والزيارة، ليكون مرجعًا علميًا وشاملًا لمختلف أنواع الإحصاءات والحقائق. كما يساهم القسم في العمل على خدمة ضيوف الرحمن في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة عن طريق وحداته التي تعمل به، وهو في ذلك إنما يلبي توجيهات ورغبات أولي الأمر -أمدهم الله بعونه وأيدهم بحوله -لتيسير أداء الحجاج لنسكهم. والأهداف التي يسعى هذا القسم لتحقيقها تتضمن: تطوير منظومة معلوماتية شاملة ومتخصصة في مجال خدمة ضيوف الرحمن، توظيف التقنيات والحلول الخلاقة في تطوير منظومة خدمة ضيوف الرحمن، تطوير البنية التقنية والمعامل البحثية، وضع وقياس مؤشرات الأداء الرئيسية للمرافق والخدمات، استشراف مستقبل منظومة خدمة ضيوف الرحمن. ويضم عدة وحدات هي: وحدة التقنيات المتقدمة، وحدة تقنيات الحلول المثلى، وحدة الواقع الافتراضي، وحدة الحاسب الآلي والدعم الفني، وحدة النمذجة والمحاكاة، وحدة دعم واتخاذ القرار، وحدة البحوث الإحصائية، وحدة بنك المعلومات والمكتبة الرقمية، وحدة الذكاء الاصطناعي. الملتقى العلمي الـ 24 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة نظمت جامعة أم القرى متمثلة بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، الملتقى العلمي الرابع والعشرين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة تحت شعار: “التميز في النقل وإدارة الحشود”، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونيابة عنه - حفظه الله -، افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، حيث استمر لمدة ثلاثة أيام، خلال الفترة من 9 - 11 ديسمبر 2024م في المدينة الجامعية بالعابدية، بحضور عدد من أصحاب المعالي ومسؤولي الجهات ذات العلاقة. ودشّن سموه خلال الحفل منصة البحث والتطوير والابتكار في مجال أبحاث الحشود والنقل؛ التي تهدف إلى المشاركة في صياغة الأولويات البحثية في إدارة الحشود والنقل لدعم اتخاذ القرار، ودعم المبادرات الابتكارية والمشاريع الريادية في هذا المجال. وتجول سموه في المعرض المصاحب لأعمال الملتقى الذي شارك فيه أكثر من 50 جهة عارضة متنوعة ما بين الجهات الحكومية والخاصة، وأكد سموه في كلمته التي ألقاها خلال انطلاق أعمال الملتقى، أن عقدَ هذا المُلتقى يجسد رُؤية المملكةِ في خدْمة الحرَمين الشريفين وقاصديهما وتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من خلال تعزيز الجهود العلمية وتطوير وسائل النقل وإدارة الحشود. وقال: “إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ قد جعلت من خدمة ضيوف الرحمن شرفًا ومسؤولية نبيلة ووفرت جميع الإمكانات لراحة وسلامة الحجاج والمعتمرين”. ووجه سموه كلمة للباحثين قال فيها: “نتطلع بشغف لما سيخرج به هذا الملتقى من توصيات بنّاءة تسهم في تطوير منظومة الحج والعمرة، آملين أن تكون هذه الأبحاث والدراسات رافدًا حقيقيًا لتطوير الحلول العملية على أرض الواقع، لنرى ثمار جهودكم المخلصة تسهم بفاعلية في تحسين تجربة ضيوف الرحمن وتقديم أفضل الخدمات لهم”، مقدمًا شكره لجامعة أم القرى على ما بذلته من جهود لإنجاح الملتقى. كما كرّم نائب أمير منطقة مكة المكرمة الفائزين في تحدي حجاثون2، لخلق منصة إبداعية تجمع العقول الرائدة لتطوير حلول مبتكرة تعزز إدارة الحشود، الذي يضم مشاركة أكثر من 53 فريقًا، إضافة إلى الرعاة وشركاء النجاح المشاركين في الملتقى. وأكد رئيس جامعة أم القرى الدكتور معدي بن محمد آل مذهب، أن خدمة ضيوف الرحمن شرف عظيم، مشيرًا إلى أن الملتقى يهدف إلى تحسين تجارب ضيوف الرحمن من خلال تقديم الأبحاث والدراسات العلمية، وإبراز أهم التجارب والجهود المبذولة من الجهات المعنية بخدمة الحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام. من جهته، أوضح عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عدنان الشهراني، أن الملتقى يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال التشجيع على البحث والابتكار لتحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وتضمن الملتقى 6 جلسات حوارية، و13 ورشة عمل، و10 جلسات علمية، بالإضافة إلى دعم منظومة البحث والابتكار بأكثر من 129 ورقة علمية و62 مشروعًا ابتكاريًا. وانطلقت في العاشر من ديسمبر الماضي جلسات الملتقى العلمي الرابع والعشرين لأبحاث الحجّ والعمرة والزّيارة، حيث ناقشت الجلسة الأولى، التي أدارها وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة لشؤون الحج والعمرة الدكتور صلاح بن محمد صقر، إستراتيجيات التخطيط والهندسة الشاملة التي تضمن تنظيم حركة الحشود والنقل بكفاءة خلال مواسم الحج والعمرة والزيارة، والتطلعات المستقبلية لمنظومة إدارة الحشود في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، واستخدام النمذجة والمحاكاة لتحسين انسيابية الحركة المرورية بنقطة حجز المركبات بطريق جدة - مكة السريع، وخارطة طريق لتطبيق التوأم الرقمي الحضري لتحسين إدارة الحشود أثناء الحج. وتناولت الجلسة الثانية تعزيز الصحة والسلامة في إدارة الحشود من خلال دراسة إستراتيجيات الصحة والسلامة للحفاظ على سلامة الحجاج والمعتمرين أثناء أدائهم للشعائر والإجراءات والتدابير الأمنية لضمان صحة وسلامة الحجاج والمعتمرين والزوار عن طريق العديد من الاتجاهات البحثية المهمة، وتأثير الإجهاد الحراري على الحجيج بمخيمات مشعر منى خلال موسم حج 1445هـ، إضافة إلى معرفة نظام التدخلات الاستباقية لحجاج بيت الله الحرام باستخدام إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. واستعرضت الجلسة الثالثة جهود الجهات الحكومية وتكاتفها لتقديم الخدمات في قطاع النقل وإدارة الحشود، إثراءً لتجربة ضيوف الرحمن الدينية والثقافية بجهود متميزة. واختتمت جلسات اليوم الأول بجلسة حوارية تحت عنوان “التميز في النقل وإدارة الحشود”، تحدث فيها المشاركون عن منظومة النقل الترددي لخدمة الحاج والمعتمر، والاستدامة البيئية لمدينة مكة المكرمة والاستدامة المالية للمشاريع وتطوير الخدمات بشكل متميز، ومناقشة التحديات التي تواجه الأمن العام لإدارة الحشود، وتحليل المخاطر وتقليلها من خلال العمل مع الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، واستخدام الذكاء الاصطناعي في المسجد الحرام والتعرف على سلوك الحاج والمعتمر في دخوله وخروجه وأدائه لمناسك الحج والعمرة، والاعتماد على العمق الإستراتيجي للخطط السابقة وتطويرها، إضافة إلى التنبؤ بالمخاطر التي تعد جزءًا من العمل وتطوير تلك الأعمال بالمشاركة مع جميع الجهات ذات العلاقة. وتواصلت جلسات الملتقى يوم 11 ديسمبر الماضي، حيث ناقشت الجلسة الخامسة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز لتحسين إدارة الحشود والنقل خلال مواسم الحج والعمرة والزيارة، وتطوير نظام طوارئ ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين ولإدارة الطوارئ بكفاءة خلال موسم الحج، وعد الحشود باستخدام نظرية المحول من البداية إلى النهاية في الحج، تحت عنوان النظم والتقنيات الحديثة في النقل وإدارة الحشود، والتي أدارتها وكيلة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى الدكتورة ألفت بنت معراج مرزا. فيما تناولت الجلسة الأخيرة بعنوان الممارسات المستدامة في النقل وإدارة الحشود، استكشاف وتطبيق إستراتيجيات مستدامة وصديقة للبيئة في تنظيم حركة الحشود والنقل خلال موسم الحج مع التركيز على تقليل الأثر البيئي، وتحسين جودة الهواء، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ودور مؤشرات الاستدامة في تعزيز كفاءة واستدامة أنظمة النقل في منظومة الحج، وإدارة المبادرات المجتمعية لتحقيق الاستدامة البيئية في موسم الحج، وأدارها عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عدنان بن يحيى الشهراني.