قصص إنسانية وحكايات طريفة يرويها المرشدون:

50 عاماً من «الدفء» داخل مراكز خدمة الحجاج التائهين.

على مدى أكثر من 50 عاما تقوم مراكز خدمة الحجاج التائهين  التابعة لوزارة الحج والعمرة  بمواصلة جهودها طوال موسم الحج في خدمة الحجاج التائهين من جميع فئاتهم وجنسياتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومناطق المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة. «اليمامة» قامت بجولة ميدانية على مراكز إرشاد الحجاج التائهين وتعرفت على الخدمات التي تقدمها هذه المراكز المنتشرة بمكة والمدينة حول  المناطق المركزية للحرمين الشريفين وفي كل مسطحات ومربعات مناطق المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة حيث يعمل في هذه المراكز شباب من منسوبي الوزارة ومن المتطوعين ومن فرق الكشافة ويقومون بجولات ميدانية للبحث عن المفقودين من الحجاج وإحضارهم لمقر المركز والتعرف على عناوين ذويهم من خلال الأسورة التي يحملونها أو قراءة ٠الباركود٠ وإيصالهم لذويهم على عناوينهم وتقديم لهم الخدمات اللازمة أثناء وجودهم في المركز من مأكل ومشرب وتوجد حاضنات لرعاية الأطفال وتقديم لهم برامج  مسلية وألعاب ليلهوا بها٠ كما التقينا من خلال هذا الإستطلاع بنماذج من المرشدين الذين سردوا لنا قصص و طرائف وحكايات إنسانية حدثت أثناء مزاولة عملهم في هذه المهنة الإنسانية خلال مواسم الحج٠ 40 عاما في الإرشاد وقال المرشد وليد عبد الرحمن شعيب هوساوي مدير إدارة المراكز والنقل  بفرع وزارة الحج والعمرة سابقا  عملت متطوعا كمرشد  للتائهين بمكة المكرمة ومناطق المشاعر المقدسة لمدة ٤٠ عاما كانت رحلة جميلة وعمل إنساني ممتع وكم تتصور شعورك وأنت تدخل الفرحة لقلب أم فقدت   قطعة من كبدها طفلها الصغير وقد يكون وحيدها وعاد إليها وأحتضنته ودموع الفرح تنهمر من عينيها وتكاد تحتضن المرشد الذي أعاد لها فلذة كبده  بعد أن فقدت الأمل في عودته لها لا سيما وهي في غربة لا تعلم وجود جهة متخصصة في البحث عن إبنها وإعادته إلى. حضنها من جديد وقرت عينها به ويقول شعيب أن ملهمه الأول في هذه المهنة الإنسانية مدير مركز التائهين السابق عثمان المعتاز رحمه الله كما أنه رضع حب هذه المهنة منذ طفولته من خلال مشاهدة والده وأعمامه وهما يعملون فيها ويكون له المواقف الإنسانية المؤثرة التي لمسوها التي صادفتهم طوال. عملهم فيها وفرحة الحجاج الكبيرة بعودة مفقوديهم٠ قصة زواج المرشد  ويقول المرشد أبو صلاح من المواقف الطريفة التي حصلت لي من خلال عملي في إرشاد الحجاج التائهين في عرفات أنني عثرت على طفل صغير عمره 3سنوات وعند تسليمه لوالدته بعد غروب شمس يوم عرفه فرحت فرحا شديدا وأخذت تحتضن إبنها تارة ودموع الفرح تنهمر من عينيها وتارة تحاول أن تحتضني وتقبل رأسي حتى قالت لي يا إبني عطني عنوانك لك هدية عندي وهي تزويجك إبنتي فإعتذرت لها عن قبول هديتها وقلت لها هذا واجبي ولا أريد أن أتلقى هدية من أحد سوى الدعاء كما أنني شاب متزوج حديثا ولكنها أصرت وقالت مافي مشكلة خذها زوجة ثانية وبصعوبة إستطعت أن أقنعها بعدم رغبتي في الزواج الثاني. دموع الفرح. ويقول المرشد أبو سهيل الحربي موسم الحج في كل عام انتظره بفارغ الصبر واستقبله بالفرحة والسرور والبهجة فقد أدمنت على هذا المهنة الانسانية  فكم تكون سعادتي كبيرة وأنا أجمع أم بابنها أو والد بإبنه في موقف مؤثر تنهمر فيه دموع الفرح والسرور بعودة من فقدوا لدرجة أني أتأثر بالموقف وأبكي معهم  على فرحتهم بعثورهم على مفقودهم  وأشاركهم الفرحة  وأجد نشوة كبيرة أنني  توفقت لإسعادهم وإدخال الفرحة لقلوبهم٠ فالمهنة مهنة إنسانية بحتة  أشكر الله عزوجل أن قدر إلي أن أتشرف بالعمل فيها رغم أنني أعمل فيها متطوعا فأنا موظف حكومي وكنت أطلب من إدارتي أن تعفيني من تكليف الحج  رغم مافيه من مكافأة جيدة ولكن حبي للعمل في هذه المهنة التطوعية جعلني أضحي بتكليف الحج وما فيه من مكافأة مالية من أجل أن أعمل في مهنة الإرشاد التي أحببتها وعشقتها من كل قلبي ولا أتصور أن يمر موسم حج علي دون أن أعمل بها أسأل الله المثوبة وحسن الجزاء فأنا أتقرب إليه بهذا العمل الإنساني الذي هو خير لي من أموال الدنيا التي تذهب دون أن أستفيد منها في آخرتي ولذا فأنا محتسب الأجر بإذن الله تعالى٠