استقبال ضيوف الرحمن بالحب.

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي المقاطع المرئية التي تظهر مراسم استقبال وفود بعثات الحج من مختلف بلدان العالم الإسلامي، في مكة، وفي المدينة، وعلى الحدود البرية وفي صالات الاستقبال في المطارات. المشهد الأكثر وضوحاً في كل تلك المواد هي الدموع. يقول حاج سوري مسن في فيديو متداول: في حياتي كلها لم استقبالاً كهذا. تنوعت أشكال الاستقبال في مظاهر كثيرة، ولكنها اشتركت كلها في مقدار طاقة الحفاوة التي كانت هي العنصر المشترك، والدموع التي لم يستطع كثير من الحجاج حبسها. بنشيد: طلع البدر علينا، كانت اللحظة الفاتنة المؤثرة في حشد كمية المشاعر الهائلة لدى أولئك الحجيج. يأتي كل هذا الكرم الذي هو عنوان لهذه الأرض وإنسانها في سياق التغيير الكبير الذي تشهده المملكة حالياً وما يتطلبه دورها الإقليمي بشقيه العربي والإسلامي تجاه ضيوفها من حجاج بيت الله. الدور القيادي للمملكة لم يُنسها التفاصيل الصغيرة التي تشاهدها في تلك الفنادق المعدّة لاستقبال الحجاج من مختلف البلدان. تشعر بتوجيهات القيادة – حفظها الله – لتلك الحملات والشركات القائمة على خدمة الحاج والالتزام التام بالخدمات التي نصت عليها العقود مع الوفود . إحدى أكثر الصور شاعرية كانت أثناء وصول حافلة حجاج سورية، وذلك حين قام كل من في الحافلة بمختلف الأعمار بتقليد الحركة العفوية لسمو ولي العهد أثناء لحظة إعلان الرئيس ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وذلك بوضع الكفين على الصدر بطريقة حالمة توحي بالمشاعر العميقة. وهو ما بدا على وجوه أولئك الحجاج الذين كانوا قبل عدة أيام يرفعون اللافتات والأعلام السعودية من وسط دمشق تعبيراً عن الشكر للموقف السعودي. كل ما سبق هو فقط لحظة الاستقبال، اللحظة الأولى التي سترسخ في أذهان الحجاج، ولم نستعرض بعد الخدمات المقدمة للحجاج في مختلف المشاعر المقدسة، الصحية والأمنية واللوجستية الأخرى. إلا أننا تناولنا فقط لحظة الاستقبال، وشاعريتها تفاعلاً مع حجاج حققوا أمنياتهم ووصلوا أخيراً إلى مكة، فكانت تلك اللحظة المؤثرة التي ستبقى في وجدانهم ما عاشوا من حياتهم وهي اللقطة الدرامية المؤثرة في كامل المشهد الفاتن.