
استقبلت صاحبة السمو الملكي الأميرة مها بنت محمد الفيصل، الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وفدًا من مكتبة هيل للمخطوطات (HMML) الأميركية، يوم الثلاثاء 29 من ذي القعدة 1446هـ، الموافق 27 مايو 2025م، خلال زيارتهم للمركز في إطار تعزيز التعاون في مجال حفظ وصون التراث المخطوط، وتطوير آليات التوثيق الرقمي والتعليم المتخصص. وحضر اللقاء كل من الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي، والدكتور عبدالله حميد الدين، مساعد الأمين العام للشؤون العلمية بالمركز. وكان وفد المكتبة، الذي ضم الدكتور كولومبا ستيوارت المدير التنفيذي، ووليد مراد مدير العمليات، قد عقد في وقت سابق اجتماعًا موسعًا مع عدد من مديري الإدارات ورؤساء الأقسام بالمركز، جرى خلاله استعراض خبرات مكتبة هيل وتجاربها الواسعة في رقمنة المخطوطات وتقديمها للباحثين عبر بيئات إلكترونية آمنة ومفتوحة. وقد ثمّن الوفد الأميركي حفاوة الاستقبال، معربين عن تقديرهم للدور الذي يضطلع به مركز الملك فيصل في صون التراث الثقافي العربي والإسلامي، وتوثيق مصادره وفق منهجية علمية رصينة. واستعرض الوفد مسيرة المكتبة، التي تأسست عام 1964م بولاية مينيسوتا، وتحوّلت إلى واحدة من أبرز المؤسسات الدولية العاملة في توثيق المخطوطات. وقد تمكنت في العقود الماضية من رقمنة أكثر من 450,000 مخطوطة بلغات متعددة، في مشاريع امتدت عبر أوربا والشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا. وأكّد الوفد استعدادهم الكامل للعمل في المملكة بالشراكة مع مركز الملك فيصل، عبر تقديم أستوديوهات تصوير متنقلة، وتدريب كوادر سعودية على أعمال التوثيق الرقمي، إلى جانب إتاحة المنصات التعليمية التابعة لهم لدعم الكفاءات البحثية والميدانية في السعودية. تأتي هذه الزيارة ضمن الجهود التي يبذلها المركز في التعاون مع الجهات الدولية التي تعمل على حماية الإرث الحضاري الإسلامي، ويكرّس دور المملكة الريادي في الحفاظ على الذاكرة الثقافية للعالم الإسلامي، في زمن تتزايد فيه التهديدات الموجهة للمصادر المعرفية الأصلية.