الشباب كصُنّاع الثقافة.

في المشهد الثقافي السعودي المتجدد، يبرز جيل الشباب كقوة فاعلة، ليست مجرد متلقية، بل صانعة للثقافة بكل أبعادها. لم يعد دورهم محصورًا في المشاركة السطحية أو البقاء في الظل، بل أصبحوا في مقدمة المشهد، يقودون مبادرات ومشاريع ثقافية تستحق التأمل والدعم. والسؤال الملح هنا: كيف نمكّن هذا الجيل ليكون صانعًا فعليًا وموجّهًا للمستقبل الثقافي؟ يسعى هذا المقال إلى رسم ملامح خارطة طريق تساعد الشباب على قيادة مشاريع ثقافية تُثري المجتمع وتعزز هويته الوطنية. ما الذي يحتاجه الشباب ليقودوا المشهد الثقافي؟ التمكين الحقيقي للشباب يتطلب أكثر من كلمات أو شعارات؛ هو دعم حقيقي يشمل توفير الموارد اللازمة، وبناء مهارات القيادة، وتمكينهم من اتخاذ القرارات في مواقع مؤثرة. يتم ذلك عبر برامج تدريبية عملية، تشمل ورش عمل في إدارة المشاريع الثقافية، وتنمية التفكير الإبداعي، وتشجيعهم على استخدام المنصات الرقمية في نشر الثقافة بطرق عصرية. فالشاب يشعر بالتمكين حين يسمع صوته، ويكون له دور ريادي في بناء المشهد الثقافي. خطوات تجعل الشباب رواد مشاريع ثقافية لكي يصبح الشباب رواد مشاريع ثقافية ناجحة، لا بد من بناء مهارات أساسية مثل التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الفرق، والتواصل الفعّال، وإدارة الميزانيات. كما يحتاجون إلى فهم عميق لمجتمعهم وثقافتهم، ليتمكنوا من ترجمة الاحتياجات الثقافية إلى مبادرات ملموسة. هذا الوعي الثقافي المرتبط بالهوية الوطنية يضمن أن المشاريع التي يقودها الشباب ليست مجرد فعاليات عابرة، بل جسر يربط الماضي بالحاضر ويغذي مستقبل الثقافة. ما بين الشغف والاحتضان رغم وجود مبادرات شبابية ملهمة في المجال الثقافي، إلا أن كثيرًا منها يفتقر إلى الدعم المؤسسي والاستدامة. من هنا تبرز الحاجة إلى إنشاء حاضنات ثقافية متخصصة تحتضن أفكار الشباب، وتوفر لهم التدريب والدعم المالي والتوجيهي. فتمكين الجيل القادم من روّاد المشاريع الثقافية أمر ملح وضرورة لتعزيز حضور القطاع الثقافي كرافد وطني واقتصادي مهم. من الفكرة إلى التأثير تمكين الشباب في المجال الثقافي هو استثمار استراتيجي في مستقبل الثقافة الوطنية. فالشباب ليسوا فقط المستقبل، بل هم الحاضر الذي يشكل وعي المجتمع ويغذيه. من خلال توفير الدعم المناسب، يمكننا بناء جيل يقود المشهد الثقافي بروح المبادرة والإبداع، مما يعزز الهوية الوطنية ويغني المشهد الثقافي برؤية جديدة ومعاصرة. * باحثة في علم الاثار والمتاحف