هزيمة .

بكيت حين عجزت عن فعل شيء سوى الوقوف والترقب على ناصية الوقت ، في كل زاوية بكاء ونحيب يخترق صمت الليل ،ويحرق صقيعه. أيقننا أنه ليس بمقدورنا التدخل لتغيير مجرى القدر ، والحيلولة بين لحظة أمل ، ولحظة تحطم، بين النجم والهاوية ، بين النجاة أو النهاية والاقتراب الوشيك من محطة الوداع الأبدي. هنا لم أملك إلا أن أوجه قلبي إلى الجهة الأخرى ، دخلت في دوامة الانشعال نعم ..الانشغال بكل شيء يقودني إلى شيء أو لاشيء. لم يبق أمامنا إلا هتك ستر الليل بالابتهال والدعاء ،وغرس مسامير الصبر والسكينة في تجاويف أرواحنا . ليس لدينا خيار ، قضي الأمر وخرج من أيدينا إلى قدرة الله ، لابدائل ولا أنصاف حلول ، هكذا هي الهزيمة أحيانا لا تقبل القسمة على اثنين ، تتجه إليك كاملة متناسية الطرف الآخر. أنت واجهت معاركك الكثيرة في الحياة ، وها أنت تواجه المعركة الأشرس في الحياة وضد الموت ، أنت تقاتل بشجاعة ، ونحن نقيس احتمالية حدوث الهزيمة بسرعة دقات قلوبنا ، في لحظة ظننا أنها الجولة الحاسمة لتعود منتصراً تفلت أيدينا إلى الأبد . هذه المرة قسمنا الهزيمة على عشرين أنا وإخوتي ، كان ذلك بعد أن شيعناك، ثم صعدنا الباص عائدين إلى دار رعاية الأيتام.