نِداءٌ اخيرٌ للمسافِرين.

سأكبرُ حتماً يقوِّسُ طولُ التغَرُّبِ ظَهري وتنزِلُ بعضُ الغيومِ تلوِّنُ شَعري حتماً سيخفِتُ صوتي وسَمْعي ويُصبحُ اكثرَ قُرباً الى الخدِّ دَمعي سأكبرُ حتماً وينفضُّ عنّيَ بعضُ الذينَ توَهَّمتُ إنَّهُمُ مِنْ صِحابي ويُغْلقُ خيطُ العناكبِ بابي وتبقى معلقةً دونَ مكوى ثيابي ويطغي على كلِّ حَفلٍ غيابي سنهرُمُ حتماً ويوماً نموتْ ولا شيءَ نتركُهُ غيرُ اسمائِنا في البيوتْ سوفَ نغادِرُ حَتماً ويَرزمُ ابناؤُنا ما تبقّى مِنَ الأُمنياتْ وكيساً كبيراً مِن الذكرياتْ وحينَ يرِنُّ الصديقُ على رقمِنا دونَ أيِّ أجابَهْ ويسألُ عنّا سَيعرِفُ إنَّ الذي دائِما كانَ يفتحَ بابَهْ بالأمسِ ماتْ وسافَرَ في اخرِ طائرةٍ غادرَتْ منْ مَطارِ الحياةْ