لأنكِ كنت.

لأنك كنت الضياء الذي يمتد عبر السهوب وكنتِ القمر وكنتِ الربيع الذي يزهر بين الحنايا وكنت الشجر وكنت الطيور تغنت على أغصان قلبي وكنت المطر وكنت الأماني وكنت الأنيس وكنت السمر لأنك ليلي الذي كنت أغفو على ساعديه وكنت السكينة كنت الحنان وكنت الجمال لديه وكنت النديم وكنت الجليس وكنت الأنيس وكنت اشتياقي إليه وكنت الشراع الذي أُبحر نحو ارتياحي على ضفتيه لهذا إذا لفني الليل وضجت بقلبي الجراح تذكرت فقدك تذكرت أسمارك والارتياح أتدرين ماذا أراك بقلبي وكيف أناجيك عند السحر؟ بأنك كنت لصحراء عمري مطر تدفق بين الفياض يعيد الحياة يربي الزهر يساقي بساتين روحي ويروي الشجر متى رفرف البرق فينا وطاف السحاب تذكرتك يامن طواها الغياب أتدرين ماذا يقول القمر يحدث عنك بأنك كنت بقلبي قمر يبيع عليّ نعيم السكون ويهدي إليّ الضياء الحنون ويمسح عني عناء الكدر ولي جلوة في سماه ولي خلوة في السهر تضيء ظلامات عمري وتجلو الضجر تطوفين في خاطري حين يأتي القمر وحين يغني حنيناً ووجداً دفيناً وحين تأرجح بدراً بنصف الشهر وأنت الشجر بك عبق والورد وفيك الثمر لأنك كنت لي الظل والخضرة والوجه الحسن لأنك بدرية الوجد للمرتَهن أفيء إلى الظل إذا اشتد وهج الحزن وأغسل آلام روحي على ضفة الحب وأرمي الوهن وأدخل غيبوبة الوجد والوجد حلمٌ … وبوحٌ وطيفٌ يمر كوشمٍ أغر كشهقةِ فجر على ترجيع ذكرى طواها الزمن وأنسى المكان وأنسى الزمان وأُعلن بوحي بما كان سر وأغرف في راحتي لحون الشجن وأبكيك شوقاً كطير تغنى تأرجح فوق غصون الحزن وأهذي بأشعار وجدي… وإن لم يكن للحني غناء وشعري وزن ولي منية في التداني ولي موعد في التلاقي ولي بعده مُستقر