هنيئاً نجاح موسم الحج.

زمانُ الهدى أرخَى المديحَ وأطرَبَا وهاجَ من الذكرى نجوماً وأشهُبا إلى (مكةَ) الفيحاءِ شَدَّت ركائبَها قلوبٌ تُناجي اللهَ من نفحةِ الصَّبا هنالك بيتُ اللهِ يسمو منارَةً ويُشرقُ في الآفاقِ نورًا مُذَهَّبَا تحنُّ إليهِ النفسُ شوقًا وغُربةً كما هَفَتِ الأطيارُ فالنور أطرِبا تُسَبحُ فيه الروحُ فاضتْ جوانحَاً وتَشهدُ أن اللهَ للحقِّ أوجَبا بأرضِ الحِمى تَجري مناسكُ ربِّنا وتشهدُ للإيمانِ عهدًا مُوَثَّبَا هنا (المروةُ) الغراء تزهو وذا (الصّفا) تبارك من أعطى الجلالَ ومن حبا وذي (الجمرةُ الكُبرى) تهيمُ لقاصدٍ أتى اللهَ بالقلب الخليّ تأدُّبا وها (عرفاتُ الله) تنشرُ ظِلَّها على الحاجِّ يدعو اللهَ ما كان أذنبا (وزمزمُ) ماءُ الطُهرِ يروي ضمائرًا ويجري على الأرواحِ نوراً تسربا توحّد أركانُ الشعائرِ أمةً وإن كانت الأقطارُ كوناً تشعّبا فما دونَ أرضِ اللهِ أرضٌ ولا سرتْ ركابٌ تُرَى أزهى سناءً وأعجبا فيا ربَّ هذا البيتُ أضحى بَهاؤه يناجي قلوبَ العالمينَ تَحبُّبا فذي دولةُ التوحيدِ أرست جهودها لتُكرمَ من للحجّ جاء توثّبا فشادتْ لهُ البنيانَ أعلى منارةً وأجرتْ له الشهدَ الشهي مذَوَّبَا وسَهَّلتِ الأركانَ كي لا يُرى بها حجيجٌ يلاقي السعيَ أمراً مُصعّبا فجاءت أياديها سخاءً ورحمةً وأَوفدتِ الحُراسَ خيراً تحسّبَا ونالتْ رجالُ الأمنِ أسمى وسامِها بصونِ حجيج البيتِ شرقاً ومَغرِبا وقد جنّدتْ كلَّ الطُّموحِ عزائماً لتجعلَ حجَّ المسلمينَ مُرتّبَا بحكمةِ (سلمانَ) الذي فاضَ كفُّهُ وأشرقَ من عهدِ الكراماتِ كوكباً وفكرِ وليّ العهدِ فينا (محمدٍ) تجلى بياناً في ربانا تصَبّبا أجلهمُ الرحمنُ بالعزّ والعُلا وأسبغَ بالخيراتِ عِزًّا مُذهّبَا فهم للحِمى حُرّاسُ دينٍ وصفوةٌ وهم للعُلا كانوا الميامين موكبا بهِم تُشرقُ الأوطانُ نورًا وعِزّةً وبالعدلِ سادوا الناسَ من شاءَ أو أبى هنيئاً نجاحُ الحجِّ قد طابَ موسماً وأرْعبَ من بالزورِ بهتانهُمْ كَبا فأمستْ خُطاهم في الدروب كسيحةً وما مرّ بالأسماعِ من قولهِم نَبا فلن يَصِلوا ركنَ الإباءِ وإنّما نجومُ السّماء كانت إلى الزّعْمِ أقربَا (فآل سعودٍ) شمّروا عن سواعدٍ فكانت سَحاباً غيثُها الثرّ قد رَبَا سألتُ إلهَ العرشِ يُبقي عُهودَهُم لتَجري على الأسماعِ ذِكرًا مُطَيَّبَا وخيرُ صلاةِ اللهِ تغْشى (مُحمدًا) مدى الدهرِ ما لبّى مُلَبٍّ من الرّبى كذا الآلَ والأصحابَ هم خيرةُ الورَى ومنْ تبِعَ الشرعَ الحنيفَ تَأَدُّبَا *جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - بالرياض