
هذا عنوان المؤتمر الشعري السعودي المغربي، حيث تلقيت دعوة كريمة لهذا المؤتمر للمشاركة مع وفد سعودي يضم شعراء سعوديين بارزين في الوطن، وشعراء من المغرب الشقيق، وذلك بدعوة كريمة من جامعة محمد بن عبد الله بفاس في المغرب، كما امتد المؤتمر إلى جامعة محمد الأول في وجدة المغربية. كانت منصات شعرية أصّلت ووشّجت العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وشعرائها السبعة، أعضاء الوفد السعودي، بتنسيق رائع من الإعلامية القديرة والشاعرة أ. ميسون أبوبكر، وكذلك من الطرف المغربي قائدة الملتقى د. لويزا بولبص وفريق عملها. وقد لقينا الحفاوة والاستقبال وكرم الضيافة من معالي مدير جامعة محمد بن عبد الله في فاس، والطاقم الأكاديمي. وفاس هي العاصمة الثقافية المغربية. وكذلك الحفاوة والاستقبال من معالي الدكتور ياسين زغلول، مدير جامعة محمد الأول في وجدة. استقبلونا بالفرق الشعبية التي تحكي تراث وثقافة المغرب الشقيق، احتفاء بهذا التواصل الثقافي السعودي المغربي. بدأ الملتقى في مدينة فاس بأمسيات شعرية متبادلة بين المملكتين، وقد صافح الشعراء السعوديون قلوب المغاربة بقصائد تحمل مشاعر السعوديين تجاه هذا الملتقى، الذي وشّج أواصر المحبة بين السعودية والمغرب. وقد قدم الشعراء السعوديون قصائد تحمل الولاء والمحبة لبلدنا المملكة العربية السعودية، وما يعيشه الوطن السعودي الكريم من نهضة ثقافية في كل الأرجاء، وكذلك بادلنا الشعراء المغاربة بحبهم للمملكة العربية السعودية. وكان الملتقى تحفة معاني الحب والتقدير. كانت بداية الملتقى من مدينة فاس، حيث بدأ بحفل خطابي يحمل معاني المحبة بين البلدين، ثم منصات شعرية بين شعراء من السعودية وشعراء من المغرب. ثم تلتها جولات على المدينة التاريخية في فاس، حيث تمت زيارة مكتبة القرويين وخزانة الكتب، وقادنا المشرف على الخزانة الأستاذ أبو بكر علي، الذي شرح لنا أن كل العلوم حاضرة في هذه الخزانة، التي تتميز بالدقة العلمية، وكل الوثائق والمخطوطات تخضع للترميم والمعالجة بشكل دوري. واطلعنا على كتاب “الأرجوزة الطبية” لابن طفيل، كتبها على شكل قصيدة تحمل رسائل طبية، عدد أبياتها سبعة آلاف وسبعمائة بيت، وهي النسخة الوحيدة بالمغرب. وكذلك اطّلعنا على مخطوطة راجعها ابن خلدون، وكتب بخط يده: (الحمد لله، المنسوب إليّ صحيح، وكتبها عبد الرحمن ابن خلدون)، وكان ذلك سنة 750 هجرية. وهذه العبارة تدل على أن ابن خلدون راجع الكتاب، وهو كتاب العِبر وديوان المبتدأ والخبر، ويُعتبر هذا الكتاب من التراث العالمي في اليونسكو، ويُحتفظ به في مكتبة القرويين في فاس. ولم تكن زيارتنا كوفد سعودي عبارة عن أمسيات شعرية فحسب، بل كانت هناك جولات ورحلات وفق البرنامج العام المعد من قبل د. لويزا والفريق معها، حيث تمت زيارة مدينة إفران السياحية، التي يسمونها في المغرب “سويسرا المغربية”، لجمال طبيعتها وجوّها الساحر. ثم انطلق الوفد إلى مدينة وجدة الجميلة، التي استقبلتنا بالفرق الشعبية التراثية. وبعد الأمسيات، يُدعى الوفد إلى الكرم المغربي وأطباق الطواجن، والبسطيلة بالحوت، واللحم مع البرقوق، على أنغام الموسيقى الأندلسية والرقصات الشعبية. وقد شارك الوفد السعودي رقصات الفرقة الشعبية بحب جارف. ومن ضمن الزيارة تم إطلاعنا على المنتجات المحلية المغربية مثل زيت الأركان، والصابون الطبي المغربي، وكذلك عسل “أملو” وعسل الليمون، ومشاهدة الأزياء المغربية (القفطان)؛ صناعة مغربية وتراث يمثل أحد أركان الثقافة. كان اللقاء تحفة من معاني الحب والتقدير، والثقافة التي هي روح المجتمعات وخارطة الود والصداقة.