احتمالٌ لرسالةٍ مؤجلة.

ولأن قلبي سادنٌ للحبِ، صافحتُ النسيمَ وأورقت في البال أغنيةٌ وصلى هاجسي بقصائدٍ لا تعرف النعي القديمَ ولم تجرب مرةً تأبين صاحبها. ولأنني بعضُ أحتمالٍ ممكنٍ للموتِ، كان يدور في رأسي حديثُ الأصدقاءِ إذا رحلتُ، ودار في قلبي حديثُ حبيبةٍ لا شك أني لست أنكرها، ودار معي زمانٌ كنتُ فيه مجاوراً للضوءِ ثم إلى زمان كنتُ ألعن فيه من كتب القصيدةَ، من توارى من خلال النصِ. عارٍ من اللغة الشهيةِ، أصبح الدمع الشفيف قصيدتي، ياصاحبي: آن الأوانُ لأن تعود محملاً بجميع من خذلوك، من باعوا البلاد، ومن أتاحوا كل شيءٍ للعبيد، ومن أبادوا كل شيء للعباد، ومن تناسوا أن فيهم شاعراً ألقى رسالتهُ الأخيرة ثم عاد. ياصاحبي: أجلت فكرةَ أن أحبَ وأن أذوبَ وأن أعودْ، أيقنت أني راحلٌ أيضاً فكم بيني وبينكَ يارفيقي من وعودْ، بيدين ترتعشان في جسدٍ هزيل، عبّرت عن ماجال في رأسي، وأتممتُ القصيدةَ مستعداً للرحيلْ، قلبي سيسبقني هناك وربما متأخراً آتي بجثماني فهيئ مقعدي بجوار من صلوا صلاة الخوف من نسوا المضارع فأستعاروا «منذُ أنْ….» ولأنني متهيئٌ ياصاحبي جداً سأكتب «سوف…». أشتاقُ قبلَ الموتِ من ضحكتْ ومن صلتْ ومن ملتْ ومن عادتْ وما اعتادتْ بأن آتي بُعيدَ الوقتْ. من علمتني في القصيدةِ كيف أجتزئُ الكلامَ وأستعيرُ الصمتْ، وأليكِ في كل اعتذاراتي وبعد محبتي: كم هدني شوقي إليكِ!! وربما آن الاوان بأن أحبَ الموت.