شَهْقَةُ الياسمين ..

أناديكَ أنتَ الذي شئتَ أن ترسلَ الرّيحَ بُشْرَى بعودةِ قافلةِ النّازحينْ أناديكَ .. بيني وبينَكَ عهدٌ قديمٌ ونافذةٌ لا انفراجَ بها غيرَ فَوْهَةِ حزنٍ غريبٍ وشوقٍ دفينْ أناديكَ باسْمِكَ عبرَ الحنينِ الذي ما تذكَّرَ إلا بقايا الأسى .. شهقةَ الياسمينْ أتذكرُ أَنَّـا حملنا السَّماءَ إلى ما تَكَشَّفَ من سرّنا فانجلى الحلمُ يعبثُ بالعابرينْ كتبنا على صفحةِ الماءِ أنّا سنأوي إلى النّارِ .. نوقدها كي نبللَ فيها الرحيلَ ونطفئَ فيها الجراحْ؟ أتذكرُ بابًا فتحناهُ خوفًا على عالقٍ في المرايا يرى ما تزمّلَ من صَبْرنا ويُبَلّلُ شمعتَهُ راحلاً في السَّرابْ هناكَ على بابِ مَنْ نَفَضَ الجمرَ عن سرّ قهوتِنا والغزاةُ الذين استباحوا الدِّيارَ يواسونَ بيتًا فَبَيْتْ أقاموا العزاءَ ثلاثًا ونحنُ على ضِفَّةِ الوهمِ نقتاتُ لَيْتْ ننامُ وقوفًا نلبّي اشتهاءَ الحجارةِ إِذْ أفرغتْ بعضَ غاياتِها من مجيءِ القَوافلِ حتّى غيابِ الرّجَاءْ هناكَ تمايلَ غصنُ الرّجاءْ فمالَ بنا وانكسرْ كتبنا الملاحمَ في ورقٍ من حَجَرْ ولذنا بنهرِ البيانِ الأغَرْ أناديكَ لا أحدٌ غيرَ وجهيَ والرّاحلينْ وصوتِ بكاءٍ مِنِ امْرَأةٍ لا تَبينْ وأسألُ أسألُ مَنْ .. والحقيقةُ غائبةٌ بينَ حلمٍ كذوبٍ وبينْ؟