الدور السعودي في حضرموت.
إشادات يمينة واسعة، سياسية وشعبية، بالدور السعودي في دعم استقرار إقليم حضرموت. يأتي هذا الموقف في سياق الدور الذي تضطلع به المملكة التي ترى أن أمنها من أمن اليمن، ومنذ 2015 والمملكة تقود تحالفاً دولياً لمحاربة جماعة الحوثي التي تدعمها إيران، إلا أن أحداث الأسبوع الماضي قد خلطت أوراق المشهد اليمني حين دخلت قوات المجلس الانتقالي على الخط، فكان الموقف السعودي واضحاً جداً، وهذا ما دعا كثيرين داخل اليمن وخارجها إلى تثمين هذا الموقف والإشادة به. على صعيد العمل الإغاثي والإنساني تعدّ المملكة الداعم الأكبر لليمن من خلال أعمال «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وذلك من خلال إنشاء المستشفيات والطرق والمدارس ونزع الألغام، أما على صعيد الإعمار والدعم المباشر فقد بلغ مجموع ما قدمه «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» ما يزيد عن 11 مليار دولار حتى منتصف 2025 بحسب إحصاءات وتصريحات. في اليمن، كما في السودان، تدخل وتتداخل الأصابع ذات المصالح والمطامع، وفي كل مكان عربي يكون للمملكة أيضاً حرب تجاه تلك التدخلات، وعلى طاولة الاجتماع بين سمو ولي العهد والرئيس الأمريكي الشهر الماضي كانت السودان على ذات الطاولة، وقبل ذلك الجهود الدبلوماسية السعودية لرفع العقوبات عن سوريا، وليس انتهاء بالنصر الدبلوماسي في الاعتراف بدولة فلسطين، بعد جهود مضنية استمرت أشهراً في حشد الرأي العام الدولي تجاه فلسطين. إلا أن كل ذلك يأتي في سياق الدور المبادر والحاضن للقضايا الإسلامية والعربية والإنسانية. بالعودة إلى الشأن اليمني، فيمكننا القول إن المشكلة اليمنية كما هي المشكلة السودانية، صراعات محلية بدعم أطراف خارجية، وكلما زاد دعم تلك الأطراف زاد وقود المعركة وأمدها، وزادت أعداد الضحايا، واستمر الجرح ينزف أكثر وأكثر. إلا أن ما سيكسر كل ذلك هو اتفاق والتفاف تلك الشعوب حول الشرعية السياسية في بلدانها، وإدراك ما آلت إليه الأمور في المنطقة التي لاتزال تنزف منذ سنوات.