قصة قصيرة

فصّول يساعد عمر.

في زيارة خاطفة للصديق محمود الحسين وجدت هذه القصة الفاتنة لتؤكد لي أن الموهبة تشع من وقت مبكر، والابن عمر الحسين ذو كثافة قرائية رغم صغر سنه، وبحسه الفنى وقف على معضلة الهجر، والوصل في القراءة والكتابة معا. القصة أعمق من هذا الترحيب بموهبة قادمة. عبده خال. قصــة يحكى أنه كان هناك فاصل كتاب يدعى فصّول، وكان فصّول يشعرُ بالملل لأن عمر يتركه وحيداً بين أوراق الكتب، لكن في أحد الأيام خطرت لفصّول فكرة. وفي اليوم ذاته نفّذ خُطّته، فعندما انتهى عمر من قراءة كتاب، وضع فصّول بين الصفحتين التي وصل اليها، بدأ فصّول القراءة بنفسه وشعَرَ أنه سعيدٌ جدا لأنه يقرأ ويتعلّم، لم يعد فصّول يشعرُ بالملل، بل صارت الكتب أعزّ أصدقائه، وصار كلما وضعهُ عمر في كتابٍ جديد يشعرُ أن لديه صديقاً جديداً. وفي يوم ميلاد عمر قامت أمه بإهدائه هاتفاً جديداً، صار الهاتف هو صديق عمر الجديد وصار لا يهتمُّ كثيراً بالقراءة، حزن فصّول، فمع انشغال عمر بالهاتف صار لا يراهُ أبداً، وصار فصول بين صفحات كتاب واحد لا يقرأ غيره، فكّر فصّول وفكّر، الى أن خطرت برأسه حيلةً جديدة يعيد بها عمر الى قراءة الكتب، خاصة بعدما رأى فصّول كم هي ممتعة ومفيدة. عندما ذهب عمر الى الغداء، أخذ فصّول هاتفه وخبّأه تحت الوسادة، ووضع مكان الهاتف كتاباً جديدا، عاد عمر ولم يجد الهاتف، سأل عائلته، وبحث في أدراج مكتبته وتحت سريره لكن دون جدوى، جلس عمر على سريره وهو يشعر بالملل واليأس، لكنه رأى الكتاب الجديد الذي لا يزالُ عليه ورق التغليف، قلّب عمر الكتاب بيديه، سأل عائلته عن الكتاب، لكن الجميع قالوا أنهم لم يروهُ من قبل، وضع عمر الكتاب في مكانه لكنّ فضولهُ وحُبه للقراءة جعلاه يفتح الغلاف برفق ويبدأ بالقراءة. شعر فصّول بالسعادة أن صديقه القديم عاد اليه، صار عمر يقرأ ويترك فصّول بين الصفحات ليقرأ هو أيضاً ولم يعُد عمر يهتمُّ بالهاتف.