ننتظر دراسة تليق بفكره

لأنه أقام عليهم حجة الحداثة من خلال أبي تمام، والجرجاني ( خاصة ) وكتب ( خارج الأقواس ) استكثروا عليه أن ينال استحقاق ( الدكتوراه ) وقد نالها الكثيرون ممن هم أقل كعبا منه في تخصص النقد والأدب واللغة، وفصل الخطاب، ولم يتركوا بابا إلا طرقوه، حتى نالوا بغيتهم بسحب الشهادة ، وبذلك يظنون أنهم أسقطوا أهليته وما علموا أنهم زادوه رفعة ، ولفتوا إليه تلاميذه وقراءه كناقد مختلف ، ظفرت بإبداعه الساحة الثقافية في المنابر خارج الجامعة وفي الأندية الأدبية وفي الصحافة ، وعرف به أقطاب النقد الأدبي في العالم العربي أكثر مما عرفوا بخصومه الذين بذلوا الجهد تلو الجهد للنيل منه . سعيد مصلح السريحي ناقد كبير ، مبدع، مجدد، تحتل عنده اللغة مركز مقاربته للنص وإن كنت أذهب إلى أن ذلك بقدر ، بخلاف من يوغل ألسنيا في تجريد النص من بواعثه، سعيد السريحي، وكلنا في انتظار من يتجرد من طلابه الذين تلقوا عنه في الجامعة وحاوروه، وخبروه، وفهموا منهجه أن يتحفونا بدراسة أو ببحث يليق بفكره ونقده وأدبه ، فهو إلى جانب كونه أكاديميا وناقدا ودارسا وباحثا وصحفيا، شاعر لا أدري لماذا يقلل هو نفسه من قدر شاعريته. وهو ذواقة خبرته على سفر ، كما خبرته في الكثير من لقاءات مؤتمرات أنديتنا الأدبية السنوية في مناطق المملكة يوم أن كانت تجمعنا إدارات الأندية قبل ثلاثين عاما.