الأمير فيصل بن خالد لـ اليمامة :
ملتزمون بتمكين الفئات الأقل حظاً وبناء قطاع غير ربحي أكثر كفاءة.
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة الملك خالد ورئيس هيئة الجائزة، أن مؤسسة الملك خالد تعمل بشكل مستمر على مراجعة برامجها ومشاريعها بما يعزز الأثر التنموي ويواكب احتياجات المجتمع، وفي حوار خاص مع «اليمامة»كشف سموه عن إطلاق مرحلة تطويرية جديدة في برامج المؤسسة والجائزة، ترتكز على تقديم حلول مبتكرة تدعم التنمية الوطنية، واستحداث مشاريع نوعية تعزز جاهزية القطاع غير الربحي. وهنا نص الحوار: نواكب مستهدفات رؤية 2030. *رسخت جائزة الملك خالد نموذجاً سعودياً متقدماً يحتضن الابتكار. ويعزز كفاءة الأداء المؤسسي، ويدعم صانعي المبادرات غير الربحية، ما تقييم سموكم لما أنجزته الجائزة بعد 17 عام من تأسيسها؟ -استطاعت جائزة الملك خالد ترسيخ نموذج وطني متقدّم يُعزّز الابتكار ويحفّز الأداء المؤسسي، حيث تعتبر جائزة الملك خالد أقرب إلى أداة تطوير وتمكين منها إلى مجرد جائزة، ويتجلى ذلك من خلال من عدة جوانب؛ ترسيخ نموذج سعودي متقدّم في الابتكار والحوكمة: الجائزة تضم ثلاثة مسارات: جائزة شركاء التنمية للمبادرات الاجتماعية المبتكرة، وجائزة التميّز للمنظمات غير الربحية لتحسين الأداء المؤسسي والحوكمة، وجائزة الاستدامة لمنشآت القطاع الخاص التي تطبّق ممارسات الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. هذه المسارات تعطي نموذجًا سعوديًا متكاملاً يربط الابتكار الاجتماعي بالأداء المؤسسي والاستدامة. حجم الأثر واتساع دائرة المستفيدين: حيث سجل في مسارات الجائزة الثلاثة لغاية الآن ما يزيد عن 8,000 آلاف منشأة ومنظمة غير ربحية وكذلك مبادرة اجتماعية. وفي عام 2024 شارك أكثر من 700 مستفيد من أكثر من 500 منشأة ومنظمة في 11 ورشة عمل تُعنى بتطوير أداء المشاركين في الجائزة. محرّك التغيير ودافع لخلق القيمة قياس الأثر لجائزة الاستدامة يُظهر أنه مقابل كل 1 ريال سعودي يُنفَق، يتحقق أثر يُقدّر بـ4 ريال سعودي من حيث تحسين الممارسات في البيئة، والمسؤولية الاجتماعية، والحوكمة، مع تغييرات فعلية لدى المشاركين في بناء استراتيجيات استدامة، وخفض الانبعاثات، وتحسين الحوكمة، واستخدام الطاقة المتجددة. وفيما يخص المنظمات غير الربحية فقد أسهمت في بناء قدرات المستفيدين وتمكينهم من تعزيز دورهم في خدمة المجتمع، الأمر الذي انعكس على توسّع أثرهم وارتفاع جاهزية القطاع غير الربحي بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030. رسالتنا تمكين المجتمع من الازدهار *تدعم مؤسسة الملك خالد الخيرية العمل التطوعي غير الربحي الذي يقدم لأفراد المجتمع الضعفاء، هل ترون في ذلك سمو الأمير تجسيداً لمقولة والدكم الملك الراحل بضرورة الاهتمام بالضعفاء؟ -نعم، إلى حدّ كبير يمكن اعتبار مشاريع مؤسسة الملك خالد ترجمة عملية لتوجّه الملك خالد – رحمه الله – في الاهتمام بالفئات الأقل حظاً وتكافئ الفرص، بصيغة مؤسسية حديثة قائمة على التمكين لا على الرعوية، ويظهر ذلك في رؤية المؤسسة؛ «مجتمع سعودي مزدهر، فرصه متكافئة وبيئته مستدامة»، ورسالتها «تمكين المجتمع من الازدهار واستدامة بيئته عبر بناء القدرات والاستثمار الاجتماعي وكسب التأييد»، وقد التزمت المؤسسة منذ تأسيسها بهذا النهج عبر الاستثمار في بناء القدرات، ودعم المبادرات المجتمعية، وتصميم السياسات التي تُحدث أثرًا مستدامًا. كما تعمل على تمكين الأفراد والمنظمات ليكونوا أكثر قدرة على خدمة مجتمعهم، وتعزيز التكافؤ والعدالة الاجتماعية، وهي قيم أصيلة جسّدها الملك خالد في مسيرته، وتواصل المؤسسة اليوم ترجمتها إلى مبادرات وبرامج نوعية تسهم في رفع جودة حياة الفئات الأقل حظاً داخل المملكة. نراجع استراتيجيتنا بشكل دوري +كيف يرى سموكم مستقبل مؤسسة الملك خالد الخيرية خلال السنوات المقبلة، وهل هناك أولويات استراتيجية جديدة؟ -تتجه مؤسسة الملك خالد نحو مستقبل يقوم على تعميق الأثر، وتوسيع الشراكات، وتطوير الأدوات، وتعزيز الاستدامة، مع التزام راسخ بتمكين الفئات الأقل حظاً وبناء قطاع غير ربحي أكثر جاهزية وكفاءة. كما تعمل المؤسسة بشكل دائم على تطوير أدوات قياس الأثر، وتوسيع نطاق الشراكات مع القطاعين العام والخاص، واستحداث مبادرات تتوافق مع المتغيرات المجتمعية واحتياجات الفئات المستهدفة. ومن منطلق حرص المؤسسة على مواكبة المتغيرات وتعظيم الأثر التنموي، تتم مراجعة الاستراتيجية بشكل دوري لضمان استمرار مواءمتها مع الأولويات الوطنية والاحتياجات الفعلية للمجتمع. حيث يشهد هذا العام مراجعة شاملة للاستراتيجية استعداداً لوضع استراتيجية الأعوام المقبلة، بما يضمن تطوير البرامج، وابتكار مشاريع جديدة تحقق الأثر وتستجيب للتحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. والجدير بالذكر حرص المؤسسة على تعزيز حضور المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية ذات العلاقة، من خلال مشاركات فاعلة تبرز التجربة السعودية في التنمية المستدامة وتمكين الفئات الأقل حظاً. حيث تسهم هذه المشاركات في تبادل الخبرات وبناء الشراكات ونقل التجربة السعودية الرائدة، والتعريف بالتطور الكبير الذي تشهده المملكة في مجالات الحماية الاجتماعية، والاستثمار الاجتماعي، والاقتصاد الأخضر. انتقلنا من التكريم الى التطوير *هل تخطط المؤسسة لإضافة برامج أو موضوعات جديدة تتوافق مع التغيرات المجتمعية الحالية واحتياجات الفئات المستهدفة؟ -لا شك أن المؤسسة تعمل بشكل مستمر على مراجعة برامجها ومشاريعها بما يعزز الأثر التنموي ويواكب احتياجات المجتمع، وتوسيع نطاق الشمول والوصول للفئات المستهدفة، وتقديم حلول مبتكرة تُسهم في دعم التنمية الوطنية، ويظهر ذلك في عدد من المشاريع التي تم استحداثها مثل منحة الفرص الخضراء وربطها بخلق فرص عمل خضراء للفئات الأقل دخلًا، وفي برنامج بناء القدرات تم استحداث مشاريع جديدة مثل المراجعة الداخلية، وممارس الأثر، والتأهيل للشهادات المهنية في إدارة المشاريع التنموية، وهي موضوعات لم تكن شائعة قبل سنوات في القطاع غير الربحي. وعلى مستوى برنامج جائزة الملك خالد تم الانتقال من التركيز على التكريم السنوي إلى دورة تمتد لعامين يتخللها «عام تطوير الأداء» يشمل ورش تطوير و ندوات ونظام إدارة تعلم إلكتروني، ما يعني أن موضوعات الجائزة نفسها تتطور لتشمل التدريب وبناء القدرات والتحول المناخي وسلاسل التوريد المستدامة وغيرها.