اليمامة - خاص قامت مؤسسة الملك خالد على إرثٍ أصيل يجمع بين الرعاية والتنمية وتمكين المجتمع السعودي بمختلف فئاته، مستلهمة العبارة الخالدة التي قالها الملك خالد رحمه الله برؤيته الإنسانية الراسخة: «اهتموا بالضعفاء، أما الأقوياء، فهم قادرون على الاهتمام بأنفسهم». كان الملك خالد – رحمه الله – قائداً ملهماً كرّس حياته لخدمة شعبه، وأسّس خلال عهده قاعدة صلبة للتطور الاجتماعي والاقتصادي، مع تركيز كبير على قيم التسامح والوحدة والإنسانية. أولى الملك خالد اهتماماً خاصاً بالفئات المجتمعية الضعيفة داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، كما ساهمت جهوده لمكافحة الفقر في رفع مستوى معيشة الملايين حول العالم والحفاظ على كرامتهم. لقد كان الملك خالد رجل سلام، ورمزاً للتضامن الإسلامي والتعاون الوثيق بين الدول الإسلامية. دافع عن حقوق الأقليات المسلمة المضطهدة ونادى بحمايتها وفي نفس الوقت دعا المسلمين للالتزام بالقيم الإسلامية الأصيلة من تعاطف وعيش مشترك، فضلاً عن نبذ الخلافات وتوحيد الكلمة وجمع الشمل تحت راية التوحيد والأخوة والمحبة. وقد حازت شخصيته على الإعجاب والتقدير محلياً وعالمياً، وتم منحه العديد من الجوائز والأوسمة من دول ومنظمات، بما في ذلك ميدالية الأمم المتحدة الذهبية للسلام وجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام. المؤسسة تهدف لازدهار المجتمع ومن روح الملك خالد وإنسانيته جاءت الدعوة إلى احياء وتعزيز قيمه ومعتقداته لإيصال رسالته إلى الأجيال القادمة بأهمية الاندماج والرحمة بين شرائح المجتمع، وتحقق ذلك من خلال انشاء مؤسسة الملك خالد، في العام الهجري 1421،والتي تعمل على خدمة مواطني المملكة وفق رؤيته نحو مجتمع سعودي مزدهر تتكافأ فيه الفرص، وباستراتيجية تمثل التزاما نحو الوطن، والمساهمة في بناء مستقبل مشرق لجميع مواطني المملكة إلى جانب المحافظة على إرثه العمراني والمعنوي وفي مقدمته جامع الملك خالد الذي أنشئ عام 1987 ليصبح اليوم مركزاً روحياً واجتماعياً وخدمياً بارزاً في مدينة الرياض. وتستند المؤسسة في عملها إلى إيمان عميق بأن تكافؤ الفرص هو حجر الأساس لأي مجتمع مزدهر، وأن تحقيق التغيير المستدام يبدأ بفهم جذور التحديات الاجتماعية والاقتصادية ثم معالجتها عبر حلول مبتكرة وشراكات واسعة تشمل القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات غير الربحية. وتعتمد في استراتيجيتها على قيم الصدق والمساءلة والقوة الجماعية، وعلى مزيج من الطموح والتفاؤل والمرونة في مواجهة الملفات الاجتماعية المعقدة. فيصل بن خالد: لا زلت أتذكر عبارته الشهيرة ويشرف على مسيرة المؤسسة مجلس أمناء يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يقول عن هدف المؤسسة: «كان الملك خالد -رحمه الله- تعني له المملكة الشيء الكثير بطبيعة الحال، وكان همه الأول والأخير هو المواطن السعودي، وسعى لتهيئة سبل العيش الكريم لكل مواطن على أرض هذه البلاد المباركة، وأذكر مرة أنه في مجلس الوزراء خاطب الوزراء بعبارة شهيرة جداً لازلت أتذكرها وهي: (اهتموا بالفقراء، الأغنياء يجدون من يهتم بهم).ويؤكد سموه :» ان الهدف من إنشاء مؤسسة الملك خالد تخليد ذكراه وتأصيل القيم والمبادئ التي عمل عليها طوال حياته». ويشرف سموه على محاور عمل مؤسسة الملك خالد الرئيسة، وتحديد استراتيجيتها وأهدافها، والعمل على توطيد علاقة المؤسسة مع صناع القرار والمهتمين بالعمل الخيري. كما يشرف الأمير فيصل على الفريق الإداري للمؤسسة، وإدارة مواردها وتعزيز فعاليتها وإنجازاتها. وبالإضافة الى سموه، تضم الجائزة في أعضائها كل من : معالي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وزير التجارة، معالي الدكتور عبدالله بن عامر السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، معالي الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، معالي الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى نائبة وزير التعليم، سعادة الأستاذ سامي بن إبراهيم الحسيني محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسعادة الأستاذة سارة بنت جماز السحيمي رئيس مجلس إدارة مجموعة تداول السعودية. وينصب نشاط المؤسسة على تعزيز، ودعم الأفراد والمنظمات وتمكينهم لمعالجة المعوقات المسببة لعدم وجود تكافؤ للفرص، إلى جانب إيجاد وخلق الفرص في المملكة العربية السعودية. وذلك من خلال تقديم المنح، وبناء القدرات، وكسب التأبيد بما يتماشى مع رؤيتنا لمجتمع سعودي مزدهر محاور عمل المؤسسة ويتمحور عمل مؤسسة الملك خالد على خمسة محاور رئيسية، أولها الاستثمار الاجتماعي، حيث تستثمر المؤسسة في الأفراد والمنظمات التي تعمل على تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص، عبر دعم المشاريع غير الربحية والمبادرات المبتكرة التي تسهم في خلق مهارات وفرص عمل. ومنذ عام 2018 ركزت أعمالها على تحسين فرص الدخل للفئات الأقل حظاً وتسريع نمو المشاريع الاجتماعية بما يضمن أثراً مستداماً. وفي محور بناء القدرات تعمل المؤسسة على تمكين المنظمات غير الربحية والشركات الاجتماعية من رفع كفاءتها الإدارية والمهنية، عبر تقييم شامل، وتدريب متخصص، ومنح فرص للوصول إلى الأدوات والمعرفة التي تساعدها على الابتكار والنمو واستدامة تأثيرها. أما المحور الثالث فيتعلق بتصميم السياسات وكسب التأييد حيث تتبنى المؤسسة نهجاً قائماً على الأدلة العلمية لتطوير سياسات تدعم التمكين الاقتصادي وتواجه تحديات عدم تكافؤ الفرص، مع العمل على بناء نظام حماية اجتماعية فعال. وتشمل مجالات السياسة: الشمول المالي، الحماية الاجتماعية، الاستدامة، والروابط المدنية، من خلال شراكات وثيقة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات المدنية. وفي محور الاستدامة تعزز المؤسسة الممارسات المستدامة في الشركات السعودية، وتساعدها على تطوير مشاريع تحقق أثراً اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً ملموساً. وتوفر الخبرات اللازمة لتطوير خرائط طريق للاستدامة، إيماناً بأن ازدهار المجتمع ينعكس مباشرة على ازدهار قطاع الأعمال. وفي المحور الأخير وهو الزمالة، تعمل المؤسسة على إعداد جيل من قادة المنظمات غير الربحية الملتزمين بدعم التغيير الاجتماعي الإيجابي في المملكة، وتنفيذ برنامج الزمالة الخيري السعودي “شغف” الذي يعد نموذجاً وطنياً لإعداد جيل جديد من قادة القطاع غير الربحي. جائزة لا تكتفي بالتكريم هذه لمحات موجزة عن جائزة تعد إحدى أهم الجوائز في المنطقة العربية، إذ تُكرم الأفراد والمنظمات والمبادرات التي تقدم حلولاً مبتكرة للتحديات الاجتماعية وتسهم في دفع مسيرة التغيير الإيجابي داخل المملكة. وعلى مدى أكثر من عقد، احتفت الجائزة بالمتميزين في مجالات الاستدامة، والابتكار الاجتماعي، والتميّز الإداري في القطاع غير الربحي، وكانت منصة لتسليط الضوء على الصنّاع الحقيقيين للتغيير. وما يميز الجائزة أنها لا تكتفي بالتكريم، بل تقدم للمرشحين دعماً عملياً مباشراً يرفع كفاءاتهم التنظيمية، ويوسّع أثرهم، ويُمكّنهم من خدمة مجتمعاتهم عبر مسارات مستدامة.