بكاء .

«قصة قصيرة جدًا -وتتمتان-» أرخى يده بعدما انتهى من الكتابة، ونام، عندما استيقظ وجدها مبللة وماءٌ مالح ينزّ من أصابعه، كانت أصابعه تبكي ! 19 أغسطس 2025 - 1:48 ليلاً رواية أولى : لم تكن أصابعه تفعل ذلك قبل هذه المرة، أصابعه التي كتبت وتكتب دائمًا، أحيانًا كانت تنزف، ذهب إلى طبيب ثم إلى طبيب ثانٍ وثالث ورابع، لا أحد يعرف، أشار عليه أحدهم أن يذهب إلى كاتب عجوز في المدينة، عندما أخبره بما حدث، قال العجوز:ثمة مادعاها إلى ذلك هذه المرة، لم تستطع كتابة كل ما تريد. 24 أغسطس 2025 ـ 11:52 ليلاً رواية أخرى: كان غرفته مليئة بمياه غريبة، أفزعه المنظر، وأفزعه أكثر بكاء أصابعه، حاول مغادرة المكان ولكن الخروج صعبٌ، فكمية المياه تزيد والدموع مازالت تتساقط من يده، حتى ملأت منزله، لم يعد أمامه سوى السباحة ليخرج، سبح حتى وصل إلى باب بيته، عندما فتحه أغرقت الدموع المدينة ! 26 أغسطس 2025 - 2:28 ليلاً حالة غامضة في الليلة الماضية جلس مع صديقيه في المقهى، كانت الأحاديث مختلفة في المكان، و الأصوات ترتفع وتخفت وترتفع مرة أخرى، وفي منتصف الليل عمّ الصمت أرجاء المكان، وتلاشت الكلمات، حتى عادت آخر كلمة إلى شفتيه لتحافظ على حياتها، كان يراها عندما عادت، ويرى شفاه الآخرين تتحرك بوضوح، ولكنه لا يسمع شيئًا، فجأة انتبه من بجانبه ثم الآخر أن كلماتهم لا تصل، ثم انتبه جميع من في المقهى، اضطرب المكان، نادوا على الساقي لم تخرج أصواتهم فلم يجبهم، صفق أحد الزبائن بيديه لم يلتفت، ذهب أحدهم إليه طالبًا منه إغلاق الموسيقى التي لم تعد تُسمع، لا أحد يفهم ما الذي حدث، ظنوا أن المشكلة في المقهى فاتجهوا إلى الخارج، كان الصمت يحتل المدينة التي لا تنام، و الاضطراب قد انتشر، إمرأة تتشاجر بلا صوت مع بائع أمام أحد المحلات، ورجلان يتضاربان بعد اصطدام سيارتيهما، رجل وإمرأة يركضان بهستيريا كأنهما يبحثان عن طفلٍ مفقود، جثة ممددة على الطريق بسبب حادث، أبواق السيارات لا تسمع، فكروا بالكتابة ولم يستطع أحد كتابة شيء، حتى أحرف اللافتات اختفت. صار الناس يستخدمون الإشارات للتعبير عن مرادهم، ولكن حتى اللحظة لا توجد لغة إشارة تستوعب هذه الحالة، كان الأمر مفجعًا، أُعلنت حالة الطواريء في المدينة باستخدام إضاءة حمراء فقط؛ فصافرات الإنذار لا تُسمع، توقف كل شيء، وفُرض على المدينة طوق أمني، عصر اليوم استطاع هو الهروب من خلال أحد الأنفاق التي توصل إلى خارجها، وعندما خرج من النفق، ركض حتى وصل إلى صحراء بعيدة، هناك استعاد صوته، وخرجت كلمته التي عادت إلى شفتيه ليلة البارحة.