أحلامنا تزهر مجدًا وأقمارًا.

يأتي احتفالنا بالذكرى الحادية عشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- بعد بضعة أيام قليلة من ذكرى احتفالنا باليوم الوطني، وما تخلفه مثل هذه المناسبات السعيدة التي تغمر الشعب السعودي النبيل بالبهجة والسرور ليؤكد على أننا نعيش في أجواء مجتمع مستقر وآمن ومزدهر، وتحت قيادة رشيدة وحكيمة كل همها أن تخدم مقدساتها ومواطنيها وقضايا أمتها، وتأخذ بيد الوطن نحو التقدم والتميز في ظل وحدة وطنية نحسد عليها.. ولابد من الإقرار بأنه خلال السنوات القليلة الماضية، وفي ظل هذا العهد الذهبي الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين جرى في السعودية إقرار أنظمة جديدة ومؤثرة، وإنجاز مشاريع ضخمة، وعقد شراكات وبناء علاقات دولية متوازنة بما أسس لمرحلة جديدة في المسيرة السعودية المباركة. وقد عرف عن الملك سلمان حكمته وفكره الإستراتيجي، وحسن إدارته، ونظرته الثاقبة، وقدرته على استشراف المستقبل. وعرف عنه أيضًا محبته لشعبه وثقافته الواسعة وعلاقته الوطيدة بالإعلاميين ، وبأنه من المؤرخين الثقاة في تاريخ الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة، وهو الرجل الذي يقف وراء تطوير مدينة الرياض والوصول بها إلى مصاف المدن العالمية، والرجل الذي حمل لواء التحول والتغيير في المملكة العربية السعودية والوصول بها إلى مصاف الدول الأكثر تطورًا وتقدمًا في العالم. وظل خادم الحرمين الشريفين يوصف في أوساط الأسرة المالكة طيلة شغله منصب أمير منطقة الرياض بأنه أمين سر أُسرة الحُكم ومبعوث الملوك ومستشارهم الخاص. وفي خضم عدد من التحديات التي عاشتها المنطقة، أوكلت للملك سلمان (حينما كان أميرًا) العديد من المهام السياسية؛ قام على إثرها بعدة زيارات إلى دول العالم تكللت بتوقيع اتفاقيات ومذكرات التفاهم مع عدد من عواصم العالم الرائدة شرقًا وغربًا. كما شارك في المفاوضات مع قادة وزعماء زاروا العاصمة السعودية، وكان عضوًا دائمًا في الوفود الملكية، كما ترأس وفود بلاده إلى العديد من المحافل الإقليمية والعالمية. وتولى الملك سلمان - بالنيابة عن ملوك السعودية - مهام سياسية رئيسية، ووقع اتفاقيات مع عواصم أجنبية، ومثل المملكة في أهم الأحداث الإقليمية والعالمية، معززًا دوره كرجل دولة متميز قبل فترة طويلة من توليه العرش. وتحت قيادته، استضافت الرياض العديد من الزوار رفيعي المستوى والقادة السياسيين والقمم والمؤتمرات، مما عزز دورها في تشكيل القرارات الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية. وقاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال العقد الماضي نهضة كبرى طالت كل مناحي الحياة، وكانت محل الإعجاب والتقدير من قبل المجتمع الدولي، لتصبح السعودية لاعباً مؤثراً في المشهد الدولي. وكانت التغييرات في الداخل السعودي هي الأبرز، بعد أن شهد «العهد السلماني» مجموعة كبيرة من التغييرات والتحولات، من خلال التغلب على التحديات والمشاكل التي تواجه مسيرة التنمية في السعودية، وإلغاء بيروقراطية الحكم، وتمكين المرأة السعودية، والمساواة بين الجنسين، وإقرار أنظمة تتعلق بالقضاء والعدل وحقوق الإنسان. وتصدرت خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والزوار والمعتمرين، والقضاء على الإرهاب أولويات الأجندة السعودية. وكان القضاء على الإرهاب خطوة مهمة وأساسية قبل بدء المملكة عصر التحولات الجذرية وتدشين المشاريع الكبرى التي تنقلها إلى عصر جديد تتبوأ فيه المكانة التي تستحقها بين الدول الكبرى. وقد بدأت البلاد بذلك دورة حياة جديدة انطلقت معها نهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية، ورافقها ثقل سياسي، وإعادة إحياء للمكتسبات ومكامن القوة التاريخية، وأصبح عنوان المرحلة «الابتكار والتمكين والنهضة الاقتصادية والاجتماعية». وقد استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز منذ توليه الحكم ما يزيد على 160 زيارة من قادة الدول والحكومات، في رقم قياسي أظهر أهميّة السعودية وثقلها خلال المرحلة التي تولى فيها الحكم والسياسات التي تنتهجها البلاد تجاه المنطقة، كما احتضنت السعودية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، مع توليه مقاليد الحكم في البلاد أكثر من 30 قمة تعدّدت ظروفها ما بين قمم اعتيادية ولقاءات تشاورية، وطارئة، توزّعت في خمس مدن ومحافظات (الرياض، جدة، مكة المكرمة، الظهران، العُلا). وتولّى الملك سلمان خلال مسيرته العديد من المناصب المهمة والمسؤوليات الرفيعة في المملكة العربية السعودية وخارجها، أبرزها رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، رئاسة مجلس الأمناء لمكتبة الملك فهد الوطنية، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز الإسلامية، الرئيس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم، رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض 2000م / 1421هـ ويُعرّف الملك سلمان بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يهدف إلى تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم وتقديمه للعديد من البرامج والمبادرات الإنسانية وإيصال المساعدات الإغاثية للمستفيدين منها في العالم، كذلك يتولى خادم الحرمين رئاسة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية، لرعاية مرضى الفشل الكلوي ، وغيرها. وقد نال خادم الحرمين الشريفين عن إنجازاته العديدة عشرات الأوسمة والميداليات من دول عدة، وعشرات الشهادات الفخرية من جامعات المملكة ودول الخارج (جامعات موسكو- ماليزيا- القاهرة – سراييفو- بكين – مالايا، وغيرها). لقد ضرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بهذه السيرة العطرة وبما حققه من أعمال جليلة وإنجازات رائعة بدعم ومؤازرة من شعبه المخلص وسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان في شتى المجالات، ضرب المثل الأعلى في مفهوم القيادة والعلاقة العضوية المستدامة التي تجمع القيادة بالرعية في ظل وحدة وطنية أصبحت مضرب الأمثال. اليوم يقف الشعب السعودي كله في هذه الذكرى الغالية وقفة رجل واحد ويهتف بصوت واحد: كلنا سلمان بن عبد العزيز.