البياضُ الكامل.

(أ) «توجد جنازة» عاصرةُ القلب، مفجِّرةُ الذكرى. * حملَ لنا مساء الاثنين (7 أبريل 2025) خبراً مفاجئاً مؤلماً. دعانا الدكتور حسن البريكي إلى سهرة مبكّرة في منزله بمدينة الخبر. كنّا مجموعة مختلفة ومن مشارب ثقافية متعدّدة. ربما بعضنا يلتقي لأول مرة. من المفترض أن يكون معنا الشاعر الصديق عبدالوهاب الفارس الذي اتّصل بالدكتور البريكي؛ يبلّغه اعتذارَه: «بو أيمن» جبير المليحان نالَت منه الجلطة، أوقعتْهُ في شباك الغيبوبة. أقبلَتْ الكلمة الثقيلة بضبابها؛ هراوة لا تنزل مفردةً. معها تاريخٌ عَكِر. معها وجعُ الانتظار وأطنانُ الأمل. بانتظار زيارة الاطمئنان. يخذلني صوتُ الشاعر الفارس (صديق جبير وشقيق زوجته): الزيارة ممنوعة. بين وقتٍ وآخر. أتّصل: لا جديد؛ حضور قليل غائم.. وغياب.. غياااب. الأسابيع تمضي. صوت الصديق الفارس يصلني: «تحت رحمة الله». مساء الثلاثاء (2 سبتمبر 2025). ما كنّا نخشى منه. ما كنّا نتوقّعه ونتهيّب سماعَه يملأ منصة (X). الجسد المحمول ملفوفاً في عباءته السوداء في الطريق إلى منزله عند ربّه الكريم. برفقٍ تُطوى العباءة. يتبدّى البياض الكامل النازل.. البياض الكامل؛ نقاء السيرة والسريرة. بياض الطيبة والابتسامة. بياض الصلابة والإصرار. البياض الذي لا يُحاطُ به… * (ي) (كلما ماتَ شاعرٌ متُّ قليلاً، أعني ماتَ جزءٌ مني - قاسم حداد)