مؤتمر حل الدولتين.. استمرار الدعم السعودي لفلسطين.

منذ ظهيرة ذلك اليوم على ظهر السفينة «كوينسي» التي جمعت الملك عبدالعزيز -رحمه الله – بالرئيس الأمريكي روزفلت قبل ثمانين عاماً وفلسطين في قلب ملوكها تباعاً، فبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وبدأت تتشكل ملامح تاريخ جديد على كوكب الأرض، كانت المملكة في قلب الحدث حين أصرّ المغفور له مؤسس هذه البلاد أن تبقى فلسطين خطاً أحمر في أي عملية مفاوضة بشأنها. استمر الوضع مع بقية الملوك، ولن ينسى التاريخ أمنية الملك فيصل الشهيرة التي تمنى فيها أن يصلّي في عامه القادم في المسجد الأقصى، قبل أن يعاجله القدر. تاريخ طويل مع كافة ملوك هذه البلاد يشهد بمواقف مشرفة لم يتزعزع فيها الموقف السعودي يوماً واحداً. فضلاً عن الدعم المستمر من المملكة لفلسطين بكل الوجوه. أما اليوم فتتوّج كل تلك العقود الطويلة من الاحتضان السعودي لفلسطين بالتحالف الدولي الذي تقوده المملكة وفرنسا لحشد دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية. المؤتمر الذي انعقد في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين برئاسة المملكة وفرنسا أثمرت عن إيصال فكرة حل الدولتين للعالم، وإحراج الكيان الإسرائيلي، والدعوة إلى إنهاء صراع طال أمده، وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام شامل وعادل وراسخ في المنطقة. سمو وزير الخارجية السعودية أكد أن عدد الدول الحالية التي حضرت وأعلنت دعمها لحل الدولتين ليس نهائياً، وأن هناك الكثير من الدولة المقتنعة والتي تريد هذا الحل سوف تعلن مواقفها في وقت لاحق، داعياً الولايات المتحدة إلى الانخراط في هذا المقترح الدولي، مبدياً إعجابه بـ»الموقف الشجاع» لفرنسا في اتخاذها هذا الموقف، والتي تتقاسم مع المملكة رئاسة هذا المؤتمر، وتمثل في دورها المحوري أوروبا والغرب، في حين تمثل المملكة منطقة الشرق الأوسط. لم تتوقف مواقف الدعم عند الحشد الدولي في قاعة الأمم المتحدة، بل شهد اليوم التالي توقيع العديد من مذكرات التفاهم الإنمائية بين المملكة وفلسطين في مجالات الصحة والتعليم والتقنية، ونقل خبرة المملكة إلى فلسطين؛ في ترجمة عملية للدعم المعنوي والسياسي إلى برامج شراكة تنموية فعلية لدعم المؤسسات الفلسطينية، وهي خطوة في غاية الفطنة السياسية لقادة المملكة الذين يؤمنون بأن تحقيق التنمية والرفاه للفلسطينيين يمكن أن يعمل على ترسيخ الرغبة في السلام الذي أكد سمو وزير الخارجية بشأنه موقف المملكة الثابت بأنه لا حوار ولا نقاش عن فكرة التطبيع مع إسرائيل ما لم يتم أولاً إيقاف آلة الحرب في غزة وإقامة دولة اسمها فلسطين وعاصمتها القدس.