في مكتبـة الملك فهد الوطنيـة..

مصطفى الفقي يستعرض تجربة مكتبة الإسكندرية.

عاودت مبادرة “ حديث المكتبة Library Talks» نشاطها أمس الأول بمكتبة الملك فهد الوطنية في التواصل مع روّادها والمستفيدين من خدماتها والمجتمع العلمي والثقافي بالجلسة الحوارية السابعة مع المفكر السياسي والدبلوماسي رئيس مكتبة الإسكندرية السابق مصطفى الفقي تحت عنوان «مكتبة الإسكندرية شهادتي على حلم متجدد» بقاعة عبد الله العلي النعيم الثقافية. الفقي تناول خلال الجلسة التي أدراها الكاتب مشاري الذايدي إسهامات مكتبة الإسكندرية في تنشيط الحركة الثقافية في مصر والوطن العربي وتعزيز التواصل بين الثقافات وانه عمل ينبئ عن عبقرية الشعب المصري وقيمته في حفظ التراث والرغبة في حماية العلوم والآداب، مشيراً الى ان مكتبة الإسكندرية مؤسسة عالمية صناعة مصرية وهي تمثل إشعاعا ثقافيا في حوض البحر المتوسط، ولها علاقات تشابك ثقافي وحضاري مع دول المنطقة شمال وجنوب المتوسط، وهي تحرص علي أن يكون هناك تفاعل كثيف مع هذه المنطقة المهمة من العالم، التي شهدت التاريخ والحضارة، وظلت مركزا مهما للتفاعل الثقافي علي مدار قرون، واصفاً المكتبة أنها بيت خبرة في كل المجالات ، ومكان علمي ثقافي للفكر والبحث. واستطرد الفقي في حديثه قائلا أن العرب بريئون من حرق مكتبة الإسكندرية، وأننا لا نعلم حتى اليوم من أحرق مكتبة الإسكندرية القديمة قبل 2000 عام. وهي أحرقت بسبب تنافس يوناني روماني غيرة بين الحضارتين على المكتبة. الفقي لفت في محاضرته إلى أن الثقافة الورقية تراجعت ولن تنتهي ولايزال للكتاب وللورق سطوة ذات طابع خاص وعلاقة حميمة ,مضيفا أنه معجب بالشباب السعودي بوعيه وثقافته وخاطبهم قائلا اقروأ ما يصل تحت أيديكم وسيكون لكم عوناً ولن يخذلكم، والمعرفة باب لايغلق أبداً وبين في محاضرته أن السعوديين أبهروني في حراكهم الثقافي المعرفي، مشيداً من خلال جولته في أروقة مكتبة الملك فهد الوطنية بما تحتويه من كنوز المعرفة ومحافظتها على تراث المملكة الوطني، ورعايته والاهتمام به لافتاً الى أنه راي تنظيما وإرثا تراثيا وثقافيا مميزا، يعد مرجعاً كبيراً للباحثين والدارسين وطلبة العلم ليس في المملكة بل بالوطن العربي ومن يهتم بماضية هو الأقدر على تحديد شكل مستقبله، والعلم لا وطن له وهو حق مشترك للجميع. يذكر أن مبادرة حديث المكتبة «Library Talks» حلقة وصل بين النُّخب والمجتمع من خلال سلسلة جلساتٍ شهرية ستحوّل المكتبة إلى مركزٍ فاعلٍ للتعلُّم والابتكار والإثراء المعرفي، ومنصة لتعزيز التعلم المستمر من خلال استقطاب خبراء وقادة الفكر والمؤثرين محلياً وعالمياً.