وجع لا يبرأ.

فقدان الوالدين، ألم لا يُضاهيه ألم، فقدان للأحبة والأمان، فقدان للسند والقدوة. قلبي يعتصر حزناً على رحيلهما، بمجرد استحضار أحدهما أو كلاهما معاً، تتجدد الذكريات الجميلة معهما، وعندما أعيش واقعي، أرى الحياة مجرد أيام تمر دون طعم. رحل أبي ومن قبله أمي، رحلا معاً، وتركا خلفهما فراغاً لا يملؤه أحد، تركا قلباً يعتصر ألماً وحنيناً لهما. مهما اجتهدت لأعبر عن ألم الفقد، لا أجد كلمات تصف، ولا دموع تكفي لغسل أحزان قلبي المتعب على فقدهما. أدركت اليوم أكثر مما كنت أحسبه بالأمس، أن الأب والأم هما جنة الدنيا، وبعد رحيلهما نشعر بفقدان السند والأمان.. حقيقة مؤلمة لا نملك تجاهها إلا التسليم بما قدره الله لنا في هذه الحياة. حقيقة مؤلمة، كوني أشعر وكأن جزءاً مني قد مات معهما، وكأن الحياة أصبحت باهتة بعد رحيلهما؛ ففي كل زاوية من زوايا البيت، وفي كل ذكرى، أرى ملامحهما وأسمع صوتهما.. فراقهما وجع لا يزول، وحنين دائم يملأ القلب. اللهم ارحم والدينا وأغفر لهما، وأسكنهما فسيح جناتك، واجعل قبريهما روضة من رياض الجنة، واجمعنا بهما في مستقر رحمتك.