ومضات

1ــ (فاكراك / ومش حنساك / مهما نسيت حبي / وإن رحت مرة تزور / عش الهوى المهجور / سلم على قلبي) بماذا شعرت حين قرأت هذا الذي غنته نجاة علي؟ هل نظرت إلى البحر نظرتك إلى جبل فلم تشعر برقص أمواجه؟ أم أنك حثوت التراب على رأسك؛ لأن هذا عدوان على اللغة العربية الفصحى المقدسة؟ أم أنك من الغاوين، فرحت ترتشف الكلمات ارتشاف أبي نواس؟ 2 ــ يوصيك أدونيس قائلا: (لا تترك الطفولة التي فيك) فهل تستطيع ذلك؟ إن الطفولة: نزق، ودهشة، وحرية لم يُفقدها المجتمع جناحيها بعد، فهل تقدر على السير على ذلك الماء المتدفق من تلك الأنهار الثلاثة؟ أم أن المجتمع سينظر إليك شزرا، حين تقوم بأي منها وأنت تفقد إرادتك تجاهه؟ 3ــ (أعان جبريل حسان بن ثابت بسبعين بيتا) هذا ما جاء في الجزء الرابع من كتاب الأغاني. وهنا، لك أن تسأل: هل أسلوب جبريل يختلف عن أسلوب حسان، أم هما متساويان في الومضة الوجدانية، تلك التي تحيل الكلام إلى شعر؟ ولماذا لم يشر النقاد القدماء إلى هذه المساواة الفريدة يبن شعر الملائكة وشعر الإنس؟ 4ــ (الرشيد أرقت ليلتي هذه./ الأصمعي: لم؟ الرشيد: فكرت في العشق مم هو؟ فلم أقف عليه. فصفه ،لي / الأصمعي: نعم يا سيدي: إذا تقادحت الأخلاق المتشاكلة، وتمازجت الأرواح المتشابهة، التمع لمح نور ساطع، يستضيء به العقل، وتهتز لإشراقه طباع الحياة، ويتصور من ذلك النور خلق خاص بالنفس، متصل بجوهريتها يسمى العشق) عليك أن تسهر ليلة كاملة تفكك فيها ما قاله الأصمعي عن العشق.؟ أما أنا فسأقضي ليلتي مفكرا في: هل كان الرشيد والأصمعي يقضيان الليل معا، سريرا قبال سرير؟ وهل كان الرشيد يجهل العشق، وعنده من بنات القمر ما يملأ القلب شغفا، والنظر وردا؟ 5ــ يقول الشاعر النمساوي ريلكه: (أجمل ما في الحياة ليس أن تجد الطريق، بل أن تضيعه) هذه هي البوهيمية التي كان من دعاتها، ولكن دعنا نفكر قليلا في قوله، إن وجودنا للطريق قد يكون إنهاء للسيرورة، وقمعا للطموح. أما تضييعه فهو استمرار في كشف حدائق الحياة وأنهارها، وتعريض المشاعر وخفايا النفس للشمس والقمر.