نظم صالون نُبل الثقافي ضمن مبادرات الشريك الأدبي في فندق مداريم برعاية إثنينة الذييب أمسية عن رحلة الكلمة: من القصيدة إلى اللحن في شعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد. قدمتها أ.د حصة بنت زيد المفرّح والمحاور أ. عبدالله وافيه. ناقش الحضور في جولة أدبية فنية كيف عبرت الكلمة الشعرية السعودية من فضاء القصيدة إلى عالم اللحن والغناء، حيث تتناول تجربة الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز ؛ بوصفها أنموذجاً لتشكيل الوجدان السعودي الحديث، والمزاوجة بين الثقافة والإبداع، والأصالة والمعاصرة، وتوظيف اللغة الفصحى واللهجة العامية، وغيرها من الظواهر التي تؤصل للشعر والفن والهوية السعودية. وتشير المحاضرة الى حوار سابق مع الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقول فيه “ لم أكتب قصيدة كي تغنى، لكن إيقاع القصيدة نفسها يجعلها قابلة للغناء، ولها من الفنانين من يفهم هذا الإيقاع، ويقدر على أدائه، وإن حدثت تعديلات عند تحويلها إلى أغنية فلا أمانع”. لتختبر هذه المقولة في ضوء قراءة الصوت والإيقاع في تجربته الشعرية ثم الغنائية، كيف تكتب القصيدة في الأصل، ثم كيف تتهيأ لتتحول إلى لحن، ثم كيف تصبح حين تغنى، كيف تنتقل الكلمة من ورق القصيدة إلى ذاكرة اللحن، ومن صوت الفرد إلى وجدان الجماعة؟ وقفت المحاضرة على أربع قصائد وطنية وعاطفية هي: الفخر الأتم، ولو تامرين(جزء من أوبريت)، ومذهلة، ورسالة إلى حبيبته، مستعرضة أبرز الظواهر الفنية التي تتكرر في قصائده لتشمل: الإيقاع الداخلي وتنظيم الجملة، والتكرار واللازمة، والبناء الدرامي المتصاعد، والحوارية والاستفهام، والمزج بين الفصحى والعامية، والصور الشعرية المكثفة، والاقتصاد اللغوي، والمفارقة والازدواج. وفي رحلة العبور- من القصيدة إلى اللحن؛ حين تتحول القصيدة الشعرية إلى أغنية، فهي لا تلحن وتغنى فقط، بل تنتقل من كونها تجربة فردية يقرؤها القارئ بصمت، وقد يتفاعل معها بقراءة أعمق، إلى تجربة جماعية يتشاركها الناس بصوت واحد. فالمعنى ينتقل من “أنا” الشاعر إلى “نحن” الجمهور. وحين تتحول القصيدة إلى أغنية، فالعملية لا تكون تقنية من شاعر إلى ملحن إلى مغنٍ، بل هو تحول في طبيعة حضور الكلمة الشعرية نفسها؛ فالقصيدة تكتب أولًا بروح قريبة من الناس، وبجمل قصيرة وإيقاع داخلي وصدق شعوري، ثم يجيء اللحن ليمنح هذه الكلمة صوتًا، ويجيء الجمهور ليمنحها حياة أطول. ولا تغادر القصيدة فضاء الشعر حين تتحول إلى أغنية، بل تعبر من الورق إلى الوتر وهي تحتفظ بروحها الشعرية الأولى. وهكذا تصبح الأغنية عنده امتدادًا للشعر، لا نقيضًا له. وفي نهاية المحاضرة بمداخلات الحضور التي ركزت على النمط الصوتي لقصائد الشاعر، وميزات شعره، وأسئلة أخرى عامة تتعلق بتجربته وتجارب شعراء آخرين عامة. وفي ختام اللقاء، كرّم مؤسس “ صالون نُبل الثقافي الشريك الأدبي” الأستاذ منصور بن عمر الزغيبي أ.د. حصة بنت مفرح المفرّح، والمحاور الأستاذ عبدالله وافيه؛ تقديراً لعطائهما المميّز ومشاركتهما الثرية