أمير جازان يعلن تسمية مسرح مركز الأمير سلطان الحضاري باسم الشاعر..
أمسية شعرية حاشدة تحتفي بـ “حسن أبوعلة”.
شهد مسرح مركز الأمير سلطان الحضاري بمدينة جيزان، أمسية شعرية استثنائية أقامتها جمعية أدبي جازان، وسط حضور جماهيري كبير ملأ المسرح المغلق الذي يتسع لنحو ألف وثمانمائة شخص، وبحضور وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، في ليلة احتفت بالقصيدة العربية وبأحد رموزها البارزين الشاعر حسن أبوعلة. وتأتي هذه الأمسية ضمن سلسلة الأمسيات الشعرية الخالدة التي عُرفت بها جازان، والتي تتغنى بالقصيدة في كل زمن وحين، بتعدد شعرائها وشاعراتها، وتنوع توجهاتهم ومشاربهم وأنماطهم الشعرية. وفي هذه الليلة، كانت القصيدة حاضرة بصوت الشاعر حسن أبوعلة، الذي عُرف بتمسكه بالقصيدة العمودية ورفضه سواها. واستُهلت الأمسية بتقديم الإعلامية الإذاعية دعاء أبوطالب، التي رحبت بصاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان، وبحضوره الكريم للاحتفاء بقامة شعرية لها بصمة في الذاكرة، وحضور في المشهد، ومكانة في القلوب، الشاعر الكبير حسن أبوعلة. وقالت في تقديمها: “هذا الشاعر كتب بلغة يعرفها البحر، وتفهمها الجبال، ويتردد صداها في بيوت الطين وقامات النخيل. قصائده ليست كلمات فحسب، إنها ذاكرة جازان حين تتكلم، وحنينها حين تشتاق، وثقافتها حين تتجلى. وفي حضرة سموكم، وفي حضرة الأدب، وفي حضرة شاعر بحجم تاريخ ووجدان، تكتمل الليلة بهاءً، وتتزين هذه المنصة، ويتألق الشعر كأنه يولد من جديد”. وأفسحت المجال بعد ذلك لرئيس مجلس إدارة جمعية أدبي جازان، الأستاذ الشاعر حسن بن أحمد الصلهبي، الذي رحب في مستهل كلمته بصاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان وبالحضور، مؤكدًا أن هذا اللقاء يمثل مناسبة للفخر والسرور، وقال: “نجتمع هذا المساء في حديقة الشعر الغناء لنحلق مع قصائد الشاعر الكبير الأستاذ حسن أبوعلة، في ليلة سعودية تاريخية يتوجها تشريف سمو أميرنا المحبوب، وهو دأب قيادتنا الرشيدة في دعم الأدب والثقافة، ابتداءً من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – وصولًا إلى عهد الخير والبناء والتنمية، عهد مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وسمو ولي عهده مهندس رؤية 2030 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – وفقه الله وسدد خطاه”. وأشار الصلهبي إلى أن جمعية أدبي جازان تعمل وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي ركزت على منظومة العمل الثقافي كأحد أسس الجودة والنهضة، إيمانًا بأن الأدب والثقافة يمثلان القوة الناعمة للمملكة أمام العالم. مؤكدًا في ختام كلمته أن الجمعية تكرس حضورها بين عشاق الثقافة، وترسم آفاق المستقبل من خلال تفعيل الأنشطة الأدبية والثقافية، ومشيرًا إلى أن للجمعية حضورًا قويًا في مهرجان جازان 2026 عبر عدد من الفعاليات، واستقطاب أسماء أدبية مهمة على مستوى المملكة لتقديم إضاءاتها في شتى الفنون والآداب. وعلى إيقاع الوزن والقافية، توالت فقرات الأمسية التي تولى إدارتها الأديب الشاعر ونائب رئيس جمعية أدبي جازان الأستاذ محمد علي النعمي، ومعلم اللغة العربية والمهتم بشؤون الأدب الأستاذ محمد خليل، وهما من طلاب الشاعر حسن أبوعلة في مرحلة مبكرة. وتحدث النعمي في مستهل الحوار عن سيرة الشاعر ورحلته التعليمية والأدبية والشعرية، التي انطلقت من محافظة بيش، أرض الزراعة والطبيعة البكر والوادي الخصيب، مشيرًا إلى محافظته الشديدة على بناء القصيدة العربية الفصحى. من جانبه، عبّر الشاعر حسن أبوعلة عن شكره وامتنانه لسمو أمير منطقة جازان على اهتمامه وعنايته، مؤكدًا سعادته بهذا الحضور الكريم، الذي يعد شرفًا كبيرًا ودليلًا على مكانة الشعر العربي عند العرب. وأكد الأستاذ محمد خليل أن معلمهم الشاعر حسن أبوعلة هو سند الفصحى، وحجة في النحو والصرف، وقد وهب اللغة العربية صافي مودته وحبه، وسجل ذلك في قصيدته “إلى مي”، التي شبّه فيها اللغة العربية بفتاة حسناء جميلة، معتزًا بلغة القرآن الكريم ولغة الضاد. وتنوعت القراءات الشعرية بين الوجداني والإنساني، فاستعاد الشاعر نصوصًا في الحب، وفي رثاء كوكب الشرق أم كلثوم وقد ساءه ما تعرضت له بعد مماتها من ذم وإساءة وهي في قبرها فكتب نصاً ورثاها بنص حمل عنوان (النغم المفقود) سد باب الهوى ومات النشيد وبكى شجوه عليك القصيد كوكب للغناء يزهو بك الحقل وشمس تشع منها السعود ما أبالي بعاذل فيك يلحو كل هاوي بما أحب يشيد وفي التغني بمدينته بيش، ووادي حيران، وجمال فيفا وطبيعتها الخلابة، إضافة إلى نصوص طريفة وإنسانية لاقت تفاعلًا واسعًا من الجمهور، الذي تجاوب مع طريقته في الإلقاء وروحه المرحة. ومن النصوص الطريفة ألقى نصاً يتحدث عن قصته مع طيب أسنان من جنسية عربية حيث كان يشترى من آلام ضرسه وطلب من الطيب معالجة الضرس معالجته دون خلع لكن الطيب لم يرى اٍلا الخلع فخلع ضرس الشاعر وعاد الى البيت غاضباً وارتجل ابياتاً واسمى النص ( الطبيب المخيف) تباعد يا أخي عن شرق بيش وعن مستوصف فيه مسافه فاٍن معالج الأسنــــــــان فيه يقيـــم وطبه للنـــــاس آفه اذا ما زاره الشاكي تمطى وقطب وجهه فيه مخافه واختتم الشاعر حسن أبوعلة قراءاته بقصيدة حملت عنوان ديوانه “دموع معلم”، عبّر فيها عن معاناة المعلم وهمومه، وهو الذي تخرج على يديه الآلاف من الطلبة، في نص مؤثر لامس وجدان الحضور. ومن النص نقتطف: أعاني من التدريس عشرين حجة طوارق أحزان يضيق بها الصدر وأحمل يا سلمى نصاباً مروعاً تخور القوى منه وينقطع الظهر أحمله بعضا وعشرين حصة على كاهلي حتى يعيبني القبر؟ وفي ختام الأمسية، فاجأ صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان الحضور بإعلانه تسمية المسرح المغلق في مركز الأمير سلطان الحضاري باسم الشاعر حسن أبوعلة، تقديرًا لمسيرته الشعرية وما قدمه من عطاء خلال السنوات الماضية، قائلاً: “نشكرك على ما قدمت خلال الفترة الماضية والسنين التي مضت ونشكرك على ما قدمت في هذه الأمسية وتكريماً على ما قدمت في هذه الأمسية وتكريماً في خدمة دينك ووطنك والشكر سيكون هذا المسرح باٍسمك”، وسط تصفيق حار من الحضور. وفي الختام، قدمت جمعية أدبي جازان درعًا تكريميًا لصاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان تقديرًا لتشريفه ورعايته ودعمه لبرامج وأنشطة الجمعية، كما قدمت دروعًا تكريمية للشاعر حسن أبوعلة، وللإعلامية دعاء أبوطالب، وللمشاركين في إدارة الأمسية محمد علي النعمي ومحمد خليل، في ختام ليلة باذخة، وأمسية من ليالي جازان الشاعرة.