قمم الدوحة .. عزل إسرائيل.

كما هي في عنوانها كـ»قمة استثنائية»، كانت مخرجات القمة العربية الإسلامية في الدوحة استثنائية هي الأخرى. القمة التي لم تكتفِ بأشد عبارات الإدانة والشجب وصلت إلى حد المطالبة بإعادة تقييم العلاقات البينية مع إسرائيل، مطالبةً أيضاً بالعمل المشترك من أجل تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وهو منحى تصعيدي استثنائي هو الآخر، ولكنه سيكون طبيعياً أيضاً أمام ضخامة الحماقة التي ارتكبتها حكومة الاحتلال ببجاحة الأسبوع المنصرم، في تصرف أقل ما يوصف بأنه عربدة منفلتة يمارسها إرهاب دولة لا تأبه لا بالمواثيق الدولية ولا بالاعتبارات الأخلاقية. تكتسب مخرجات القمة أهميتها من أهمية الفترة الزمنية الحرجة التي ستشكل منعطفاً في تاريخ الصراع في المنطقة، إنه ذات الشهر «سبتمبر» الساخن بالأحداث الذي لا يزال حتى نهايته يُنضج مصير القضية الفلسطينية للأبد؛ فالقمة جاءت بعد يومين فقط من إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد «إعلان نيويورك» الداعي إلى «حل الدولتين» بقيادة المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، وقبل أيام قليلة أيضاً من موعد انعقاد الجمعية الرسمي في 22 سبتمبر. أي أن الأحداث تسير تماماً نحو مصير مختلف في قادم الأيام. فضلاً عن الإجماع العربي والإسلامي على إدانة الفعل الإسرائيلي تجاه قطر، وكذلك اللهجة الجماعية الحادة في الاستنكار، كذلك أبرزت القمة، وبشكل لافت هذه المرة، وصول مستوى التضامن العربي والإسلامي إلى حالة جيدة جداً قياساً بمستواه في السنوات الماضية، كما شهدت أيضاً التقاء كافة الاختلافات والتباينات في الاتجاهات بين الدول المتنوعة في المجموعتين: العربية والإسلامية، واجتماعها بشكل «استثنائي» هو الآخر، معلنين جميعاً، اجتماعهم على كلمة واحدة كثّفت معنى ذلك الحضور في العاصمة القطرية الدوحة، موجهين موقفهم «الواحد» إلى العالم أجمع، شاهرين عدة أوراق بأيديهم من بينها عزل إسرائيل سياسياً وإحداث قطيعة معها على كافة الصعد، وهذا الشيء بالذات هو ما تخشاه إسرائيل في ظل سعيها الدؤوب لإنهاء كل أشكال الصراع العربي الإسرائيلي، وفتح قنوات اتصال مع جميع محيطها. ولكن بما أن العالمين العربي والإسلامي قالا كلتهما، فيبقى الآن على العالم أن يتخذ ما يمكن اتخاذه من أجل إصلاح كل هذه الفوضى في المنطقة.