القاص والمعلم والموجه جبير المليحان.. وداعا..

شكل رحيل القاص والروائي جبير المليحان خسارة واضحة للمشهد الثقافي المحلي والعربي، فقد ترك إرثًا متنوعًا في مجالات القصة القصيرة جدًا، الرواية، وقصص الأطفال، كما أسس منصات رقمية مهمة لدعم السرد العربي، أبرزها «شبكة القصة العربية». وقد تميزت أعماله بالاهتمام بالكلمة الدقيقة، واستخدام النسق السردي الذي يعكس التجربة الإنسانية، والصراع الداخلي للشخصيات، وتفاصيل الحياة اليومية، مع الحفاظ على أصالة السرد ومكانة القصة في الثقافة المحلية والعربية. وعلى مدى عقود، لم يقتصر دوره على الإنتاج الإبداعي، بل امتد إلى الدعم الفعلي للجيل الجديد من الكتاب والمبدعين، من خلال إشرافه على نشر أعمالهم، وتشجيعهم على المشاركة في الصحف والمجلات، وضمان مساحة للنشر في الفضاء الرقمي. كما كانت قيادته لنادي المنطقة الشرقية الأدبي وإسهاماته في تطوير المشهد الثقافي المحلي دليلاً على التزامه المؤسسي بصناعة ثقافة قائمة على الاحترافية والوعي الأدبي. هنا ملف خاص عن الكاتب الراحل، ساهم في إعداده الزميلان سامي التتر من جدة وحسين الجفال من الدمام، ونقدم فيه شهادات ومقالات لكتاب بعضهم زامل الفقيد وبعضهم من تلامذته، تتناول جوانب مختلفة من شخصيته وإبداعه، من الكاتب الفنان إلى المعلم الموجّه والداعم. كما نتوقف عند توقيعه الأدبي الأبرز المتمثل في القصة الصغيرة، وعند إنشائه شبكة القصة العربية بوصفها علامة فارقة في تاريخ السرد الرقمي. انه تحية «صغيرة» لمسيرة فنان أثرت كتاباته ومبادراته في القصة العربية الحديثة، وترك بصمة دائمة في المشهد الثقافي المحلي والعربي.