خبراء يناقشون مسؤولية الجامعات السعودية في ترسيخ القيم ..
مؤتمر «أم القرى» يقدم توصيات لتعزيز الوعي الفكري.

تردُّ المؤتمرات العلميَّة المتخصِّصة على الفرد والمجتمع نفعًا جليلًا، وتوصل إليهم فوائد حميدة الأثر، إذ يجتمع فيها الخبراء والمتخصصون في شأن من الشؤون، ليمدُّوا الناس بعصارة أفكارهم، وخلاصة تجاربهم، وإذ تتلاقى فيها الآراء على نحوٍ يُسدِّدها ويُحكمها، وإذ تُتَبادل فيها الخِبْرات، وتُتَشارك المعرفة، ثم يُخرَجُ من كل ذلك بتوصيات تجدي على موضوع المؤتمر وتعود عليه بالفوائد. وإنه برعاية كريمة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وبدعم من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- نظَّمت جامعة أم القرى مؤتمرَ مسؤولية الجامعات في تعزيزِ القيَمِ والوعيِ الفكريِّ في المدة 2-4 ربيع الأول 1447هـ الموافق 25-27 أغسطس 2025. ويعدُّ هذا المؤتمر مظهرًا مميَّزا من مظاهر إبرازِ جهود المملكة في تعزيز القيم الإنسانية والوعي الفكري، وترسيخ صورة ذهنية حسنة عنها وعن مجتمعها، ويمثِّلُ فرصة لإيجاد منصة معرفية وعلمية مستدامة، لمشاركة الأبحاث والدراسات المتخصصة في القيم والوعي الفكري، واستشراف مسؤولية الجامعات في تعزيز القيم والوعي الفكري تعزيزًا يواكب تطلعات رؤية السعودية 2030، ويسهم في تمكين الشركاء لتبادل الخبرات، وتطوير المبادرات لتعزيز القيم والوعي الفكري، وعرض قصص النجاح، وفرص بناء الشراكات، وسبل توحيد الجهود، ويساعد على تنشيط النشر الإعلامي، ورفع الوعي المجتمعي، وتحفيز المشاركة المجتمعية، والتفاعل مع مخرجات المؤتمر ورسائله الإعلامية في منصات التواصل الاجتماعي. أما غايات المؤتمر وأهدافه فهي إبراز دور المملكة العربية السعودية في تعزيز القيم الإنسانية والوعي الفكري، وتبادل الخبرات وتطوير مبادرات مشتركة لتعزيز القيم والوعي الفكري، وإبراز مسؤولية الجامعات تجاه دعم مؤسسات التنشئة الاجتماعية لتعزيز القيم والوعي الفكري، وبناء نماذج حلول لأبرز التحديات المعاصرة التي تواجه القيم والوعي الفكري، وتقديم رؤية استشرافية لمسؤولي الجامعات في تعزيز القيم والوعي الفكري. وإن القيمة الكبرى لهذا المؤتمر تتمثل في تكامل أهدافه مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي منها تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وتمكين حياة عامرة، وتعزيز فاعلية الحكومة، ونتحقق من ذلك حينما نقرأ في أهداف وزارة التعليم تعزيز القيم والانتماء الوطني، وتعزيز مشاركة المجتمع في التعليم والتعلم، وحينما نقرأ في أهداف جامعة أم القرى تعزيز مكانة الجامعة عالميًّا بعمقها العربي والإسلامي، وتفعيل دورها المجتمعي، حتى إذا ما عُقِدَ هذا المؤتمر الرائد وجدنا هدفَه الأكبر تحقيقَ رؤية السعودية 2030 بما يتوافق مع أهداف الوزارة في مجال تعزيز القيم والوعي الفكري. وقد انتظم المؤتمر في محاور خمسة، هي: •جهود الجامعات السعودية في تعزيز القيم الإسلامية. •تجارب الجامعات السعودية في تعزيز القيم والوعي الفكري. •مسؤولية الجامعات السعودية في تعزيز القيم والوعي الفكري في المجتمع ومؤوسساته. •دور الجامعات السعودية في معالجة التحديات التي تواجه القيم والوعي الفكري. •استشراف المستقبل لمسؤولية الجامعات السعودية في تعزيز القيم والوعي الفكري في ضوء رؤية السعودية 2030. وكان حفل افتتاح المؤتمر بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز آل سعود، وفيه ألقى معالي رئيس جامعة أم القرى الأستاذ الدكتور معدي بن محمد آل مذهب كلمة ضافية رحَّب فيها بالحضور، وأبان فيها عن أهمية المؤتمر وأهدافه وتطلعاته. وتضمَّن المؤتمر أربع عشرة ورقة علمية، قُدمت في خمس جلسات، وفي أربع حلقات نقاش، قدَّمها نخبة من الخبراء والمختصين الذي كان منهم عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأصحاب المعالي رؤساء الجامعات وأصحاب السعادة. ومن أبرزهم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، ومعالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي. وتجاوز عدد الجهات الممثلة للضيوف الحاضرين أربعين جهة من مختلف مناطق المملكة، أما زوَّار المؤتمر فقد كان عددهم عشرة آلاف زائر. وقد اختتم المؤتمر بتوصيات عديدة، من أبرزها: رفع برقيات شكر وعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسموِّ ولي العهد -حفظهما الله- على رعايتهما الكريمة ودعمهما الكبير لمسيرة التعليم وترسيخ القيم والوعي الفكري. ومن أبرز التوصيات في المجال العلمي والأكاديمي: الإشادة بجهود وزارة التعليم ومجلس شؤون الجامعات في ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز القيم والوعي الفكري عبر مشاريع ومبادرات مشتركة. ومنها الاستمرار في تطوير المناهج المضامين تطويرًا يعزز القيم الفكرية، واستحداث مقررات جامعية متخصصة ووحدات تعليمية تعنى بالوعي الفكري. ومنها إعداد ميثاق للقيم ودليل إرشادي للجامعات السعودية لتعزيز أسس القيم والوعي الفكري. ومن أبرز التوصيات في المجال التقني والتنظيمي: إنشاء منصة وطنية رقمية تجمع المبادرات والأنشطة الفكرية والتوعوية، مع تفعيل فكرة تبادل الخبرات بين الجهات العاملة وذات العلاقة. ومن أبرز التوصيات في المجال المجتمعي والعالمي: تعزيز التعاون بين الجامعات والمجتمع لخدمة القيم والوعي الفكري، وتطوير برامج مستدامة. وكذلك عقد شراكات دولية وتبادل الخبرات بين الجامعات والهيئات العالمية لمواجهة التحديات الفكرية، وتعزيز القيم المشتركة. ومن أبرز التوصيات ذات البعد المستقبلي: عقد شراكات بحثية مع الجهات الوطنية لرصد التحولات الفكرية العالمية وتحليلها، وتقديم الرؤى الاستشرافية.