عبدالمحسن حليت مسلم..

شاعر الرفض والكبرياء.

عرفت الشاعر عبدالمحسن بن حليت بن عبدالله مسلم في الجزائر شاباً متحمساً عند مشاركتنا في الأسبوع الثقافي السعودي بالجزائر 22-30 جمادي الثانية 1404هـ الموافق 24 مارس 1- أبريل 1984م. شارك بعدها ضمن الوفد السعودي في مهرجان الشعر والقصة لشباب دول مجلس التعاون الخليجي بدولة الامارات العربية المتحدة في أبو ظبي، واشتهر بسبب قصيدة القاها (معلقة على حائط البيت الأبيض) وقد لحقه لوم وتأنيب لما سببته القصيدة من إحراج، وكرر إلقاء القصيدة بعد ذلك في الأمسية الشعرية التي أقيمت في نادي الرياض الأدبي على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة، مما حمل رئيس النادي إلى إيقاف إكمال قراءتها. وبعد سنوات نشرت له جريدة المدينة قصيدة (المفسدون في الأرض) 10/3/2002م مقدما لها بقوله:» من المحزن أن القضاء في العالم الإسلامي يعاني كثيراً من الفساد وبعض القضاة الذين لا تهمهم إلا أرصدتهم في البنوك.. وأورد الحديث عن النبي (ص) أنه قال:» إن القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض عرف الحق وقضى بخلافه فهو من أهل النار، وقاض عرف الحق واتبعه فهو من أهل الجنة». مما سبب لرئيس تحرير الجريدة (محمدل الفال) بالعزل وسجن الشاعر. اعتبره الدكتور عبدالله المعيقل في (موسوعة الأدب السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات مج2 الشعر) من جيل التحديث واختار له قصيدة (فياجرا) قال إنه بعثها له في 20/11/1999م وهي غير منشورة في ديوان : جئت كالحلم.. كالجياد الأصيلة تبعث الروح في العروق القتيلة جئت كالغيث في سنين عجاف فالطوابير- مذ وصلت- طويلة والليالي – مذجئت- كر وفر بعد أن كانت الليالي ذليلة أنت من حوَّل الهزائم نصراً وأذاق الجبان طعم البطولة فبنيت المجد الذي ما بناه عندنا ألف شاعر في قبيلة أيها (الأزرق) العجيب تلفت فالفتوحات لم تعد مستحيلة ألف شكر.. هانخن صرنا فحولا ولنا وحدنا تكون الفحولة فمتى يبعث الزمان إلينا بعقار يعيد فينا الرجولة ترجم له في المجلد التاسع من الموسوعة المذكورة: «عبدالمحسن حليت عبدالله مسلم، ولد في المدينة المنورة عام 1377هـ. بكالوريوس في الإدارة العامة – من أمريكا. رأس تحرير جريدة سعودي جازيت. من أعماله: - مقاطع من الوجدان – شعر. إليه. شعر. - وترجم له الدكتور فواز اللعبون في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) «شاعر، ولد في المدينة المنورة، وتلقى تعليمه الابتدائي حتى الثانوي بها، ثم ابتعث في سنة 1398هـ 1978م إلى الولايات المتحدة فحصل على الشهادة الجامعية في الإدارة العامة من جامعة ونشستر، وعلى الماجستير في التخصص نفسه. عين نائباً لرئيس تحرير صحيفة (سعودي جازيت) التي تصدر عن مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر باللغة الإنجليزية، ثم استقال منها، والتحق بمؤسسة فكرة للإنتاج الإعلامي بجدة، له إسهامات في عدد من الأمسيات الشعرية الداخلية، وأكثر كتاباته الشعرية عمودية الشكل، ويمكن عده من التيار التجديدي المعتدل، وتتسم لغته بالوضوح مع بعض الجزالة، ودلالالته قريبة، وصوره مقطعية تتعالق مع التراث في كثير من جزئياتها، ومضامينه الأولى وجدانية وتأملية، ويغلب على آخر نصوصه الاتجاه السياسي، والاتجاه الاجتماعي، وأحياناً يمزج في هذين الاتجاهين شيئاً من السخرية اللاذعة، ويمثل شعره تياراً شعرياً يقوم أساسه على نقد الواقع العربي السياسي والاجتماعي. ولماهر الرحيلي دراسة عنه بعنوان (الغربة في شعر عبدالمحسن حليت مسلم، دواعيها وظواهرها الفنية، وفيها إشارة إلى أن تعدد دواعي الغربة عنده ما بين سفره للدراسة، وإحساسه بضعف الأمة الإسلامية، وإحساسه بالاختلاف مع من حوله من المجتمع، ومعاناته مع الحب المأمول، وجرأته غير المعتادة في تناول بعض القضايا. كل هذه الدواعي جعلته يشعر بغربة نفسية ومكانية ظهر صداها في شعره » . ص1539. -وترجم له في (موسوعة الشخصيات السعودية) لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، ط2، ج1. «...عضو النادي الأدبي بالمدينة المنورة، شاعر له مشاركات عديدة في المهرجانات الشعرية داخل المملكة وخارجها..» ص275. - ترجم له في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال مائة عام) للأستاذ أحمد سعيد بن مسلم، ج4. ط2، وذكر من أعماله: «.. الحرب في شعر أبي تمام – دراسة أدبية..» ص100. - وترجم له في (دليل الكتاب والكاتبات) من جمعية الثقافة والفنون، ط3، 1995م وذكر «.. وعمل منذ عام 1983 – 1986م في الهيئة الملكية للجبيل وينبع،..» ص244. - ترجم واختير له في (مختارات من الأدب السعودي – أنطولوجيا الأدب السعودي) ط1، مج2، اختير له قصيدتان (الانفجار. وجريمة بعد منتصف الليل). نختار من الانفجار: سجل لديك.. وسجل.. أنني امرأة. قرأت سيرة من ثاروا ومن ثأروا فما فتحت على (الغفران) نافذتي ولا تمايلت إعجاباً بمن غفروا لا شيء عندي سوى (ثأر) أعيش له وكل يوم على كفيه أزدهر شكراً.. فأنت الذي حررتني.. وأنا من كنت في (الصبر) أستلقي وأستعر وأنت من حَرَّك البارود في غضبي لولاك ما اتخذ البارود والشرر لولاك ما ثرت. ما صححت بوصلتي لولاك ما كانت النيران تنتشر ولا عرفت أنا – يا من شربت دمي- من في النهاية منا سوف ينتصر..» - الخ ص1166 - قال عنه الأستاذ علي محمد الحسون في ( شخصيات وذكريات) ط1، 2017. «... كان شاباً ارتبط بوالده فأعطاه قيمة الرجولة وصدق الموقف، كأنه آت من تلك العصور المضمخة بعطور الرجولة والصمود في وجه العوادي، كان شاباً رغم عشريناته الأولى إلا أن تطلعاته كانت تسبق تلك السنوات بعشرات السنين فتجاوزها بكل ما كانت تحمله من إغراءات الشباب ولهوهم بل وحتى نزواتهم الصاخبة، كان وقوراً كواحد لم يعرف طريقاً إلا وقار الشيوخ وحذرهم من كل ما هو خاطئ (...). لقد بنى قواعده – الشعرية- على أسس من المتانة- التراثية- التي أعطته بعداً وثيقاً من الجدة.. والحداثة معاً تلك الحداثة التي تعنى بقضايا الأمة.. لا حداثة الشكل، لم يتأثر بتلك الحملة الشعواء التي لقيها بعض أساطين الحداثة ومتغلليها مع الأسف. إنني أحدثكم عن ذلك الانسان النبيل ذلك الابن الشهم لذلك الوالد المغوار في الرجولة والكرم: أنني أحدثكم عن ذلك الانسان ذي النظرة البعيدة لمعني الشهامة والرجولة.. إنه واحد من أولئك الفرسان في الزمن القديم الذين يتفوقون على كل ظروفهم في سبيل أن يقدم أحدهم جزءاً من (نبل) وجزء من عمل خلاق إنه أحد فرسان هذا العصر الذي تكاد تخلو منه الفروسية (...) إنه (عبدالمحسن بن حليت بن مسلم) الذي أعطى من نبله درساً نبيلاً للكثيرين ممن يعتقدون معني النبل والرجولة..» ص114. كما ترجم له في: (مختارات من الشعر العربي في القرن العشرين)، إصدار مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري الكويت، ط1، 2001م. بعد غيبة طويلة رأيته صدفة في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة عام 2024 بصالة الاحتفاء بالأستاذ محمد سعيد طيب. وقد جلله الشيب وبدأ يواريه بالسواد بعد شباب وحيوية متعه الله بالصحة والعافية.