المملكة والحراك المؤثر.

شهد شهر يوليو المنصرم حضوراً بارزاً لاسم المملكة العربية السعودية الذي تصدر عناوين الأخبار طيلة الأسابيع الماضية. فمن الحضور الاستثماري الضخم في سوريا لأكثر من مئة وثلاثين من رجال الأعمال السعوديين، الأمر الذي أحدث ابتهاجا في المنطقة بأكملها، إلى قيادة تكتل دولي بمشاركة فرنسا لحشد التأييد لحل الدولتين، إلى الحصد والاستئثار بالمراكز المتقدمة على مؤشر التنافسية العالمي، إلى العديد من الجوائز والشهادات الدولية التي حصلت عليها مؤسسات وجهات حكومية سعودية، إلى ما لا يتسع المقام لسرده كمنجزات حصلت في أيام قليلة. لم تكن كل تلك المنجزات، ولا الحضور الدبلوماسي الأنيق لشخصية المملكة دولياً إلا ثمرة فن القيادة الذي تم تتويجه هذا الأسبوع بما انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي من توحيد صور العرض لمستخدمي تلك الوسائل بعد انتشار محادثة «واتس آب» بين سمو ولي العهد وأمير منطقة عسير، وذلك في محادثة بشأن اعتماد تصاميم مطار أبها، حين ظهرت صورة العرض لسمو ولي العهد في تلك المحادثة تحمل شعار السيفين والنخلة، ولم يمض بعض الوقت منذ انتشار المحادثة حتى غطت صورة السيفين والنخلة ملفات المستخدمين في مختلف تلك البرامج والتطبيقات. كل هذا التألق الذي حصل للمملكة في الفترة الماضية أيضاً لم يكن لولا متابعة وإشراف والد المسيرة وقائد السفينة خادم الحرمين الشريفين الكلك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، والذي لا يتوانى في متابعة كل التفاصيل، وتوجيه دفة السفينة في أدق الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم. فن القيادة.. الذي بات عنواناً سعودياً في الأيام الماضية لا يقف عند حد، فكل يوم هناك مفاجأة أو أكثر، وكل يوم هناك إنجاز، وكل يوم هناك ذهول ودهشة إقليمية ودولية من درامية هذا الصعود المدروس لبلد بات نقطة جدلية في كل أنحاء العالم، وباتت «التجربة السعودية» منارةً للاقتداء بها لمن يريد الوثب الحضاري الناجح. إنها حكاية القرن الحادي والعشرين، حكاية بلد بدأ من «الصفر» تقريباً في بعض الملفات إلى أن أصبح قوة دولية يصنّف تأثيرها في قائمة الدول القليلة المؤثرة على وجه هذا الكوكب.