ابدأ الآن.

هل تأملت يومًا في كيف ستكون حياتك بعد عشرين عامًا؟ هل فكرت في ما قد تندم عليه وقتها ؟ ليست الأخطاء وحدها ما يطاردنا مع مرور الزمن، بل غالبًا يكون الندم الأكبر على ما لم نفعله، على الأحلام التي وأدناها بالخوف، والفرص التي تجاهلناها لأننا لم نملك الشجاعة للمجازفة بها في وقتها حتى اصبحت في قاموسنا فرصاً ضائعة  عبارة شهيره لمارك توين تقول : “بعد عشرين عامًا من الآن، ستشعر بالإحباط تجاه الأشياء التي لم تقم بفعلها أكثر من تلك التي قمت بها.” هي ليست مجرد عبارة، بل تحذير مبكر ورسالة قوية لمن يسوّف أحلامه ويعيش على هامش الرغبات و تنبيه إلي أن الفرص الممكنة اليوم قد تكون باهظة الثمن مستقبلا . في هذا العالم المتغير بسرعة، يختبئ الكثيرون خلف منطقة الراحة، يظنون أنهم يحتمون بها من الفشل، لكنهم في الحقيقة يؤجلون الحياة. فالخوف من الفشل، والخوف من التغيير،  او من نظرة المجتمع، كلّها عوامل تخطف منا لحظات ثمينة، كان يمكن أن تكون بداية لحياة أفضل وإنجازات شتى.  كم من الأشخاص تخرجوا بذكاء، وامتلكوا الشغف، لكنهم استسلموا لمخاوفهم، فذابت أحلامهم في زحمة الأعذار! وتسويغ العقبات لأنفسهم ، كم من الاشخاص كان على بعد قرار شجاع من تغيير مستقبلة إلى الأبد ؟ وقلةُ من تغلب على مخاوفه وآمن بقدراته فصنع لنفسه ولغيره الفرق ،  انهم نماذج خارقون خذ مثلاً “جاك ما”، مؤسس شركة علي بابا الصينية. رُفض واُستبعد من عشرات الوظائف،ُ ، وتعرّض للفشل مرارًا، لكنه  آمن بقدرته وانقاد حلمه ولم يترك الخوف يمنعه من تأسيس شركته، التي أصبحت لاحقًا من أضخم الشركات العالمية. والت ديزني الذي بدأ حياته برسومات بسيطة، وطُرد من أول وظيفة له في الصحيفة التي عمل بها لأنه “يفتقر إلى الخيال” كما قالوا له . خسر أول مشروع له وأفلس، لكن إصراره قاده إلى تأسيس شركة “ديزني”، التي أصبحت رمزًا عالميًا للإبداع والسعادة ولو استسلم ديزني لخوفه من الفشل الأول، لما وُجد ميكي ماوس، ولا مدينة الأحلام. ولا صنع امبراطورية ديزني حلم الكبار والصغار في أنحاء العالم  توماس إديسون فشل  في اختراع المصباح أكثر من 1000 مرة، لكنه لم يتوقف، وكان يقول: “أنا لم أفشل، بل وجدت 1000 طريقة لا تعمل.” اليوم، نحن نعيش بفضل ضوء أصرّ عليه رجل رفض الخوف من الفشل. فأنار العالم ومهد لاختراعات لم تكن لتوجد لولا الكهرباء . أوبرا وينفري : من الفقر وسوء المعاملة إلى أيقونة إعلامية حيث نشأت في بيئة صعبة جدًا، تعرضت للإساءة، والتحرش وطُردت من أول وظيفة إعلامية لها لأنها “لا تصلح للشاشة”. لكنها لم تتراجع، بل آمنت بحلمها وهاهي اليوم تعد واحدة هي من أكثر النساء تأثيرًا في العالم. لم يكن طريقها  سهلا، لكنها رفضت ان تُحبط نفسها بما مرت به من عقبات، بل بما حلمت ان تكونه.     جاي كي رولينغ  كانت أمًا عزباء، تعيش على المساعدات الحكومية، ولكنها تعشق الأدب والكتابة، تكتب وتؤلف في المقاهي، واجهت رفض 12 دار نشر لرواية هاري بوتر. لكنها لم تتوقف. واصلت الكتابة  وواصلت البحث عن ناشر يؤمن بها، حتى وجدته. اليوم، هي من أغنى الكاتبات في العالم، وأعمالها ترجمت لعشرات اللغات. نيلسون مانديلا  27 عامًا قضّاها في السجن ليصنع حريّة شعبه . خاف كثيرون من مقاومة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، لكن مانديلا لم يخف. ضحّى بحريته من أجل حلم أكبر، وعندما خرج من السجن، أصبح رمزًا عالميًا للعدالة والسلام والحرية  ستيف جوبز طُرد من شركته ثم عاد ليقود الثورة التقنيةبعد أن أسّس Apple، حيث تم طرده من الشركة نفسها، لكنه لم ينكسر. أسس شركات جديدة، ثم عاد إلى أبل ليقود واحدة من أعظم الثورات في تاريخ التقنية. كل هذه القصص تقودنا إلى حقيقة واحدة وهي الأشخاص الذين نراهم اليوم ناجحين، كانوا بالأمس خائفين، غير واثقين ولكنهم آمنوا بقدرتهم وباحلامهم  وقرروا البدء رغم الخوف . الخوف لا يمنع الموت… بل يمنع الحياة ،فإذا كنت تبحث عن فرصة، فابدأ بصناعة الشجاعة داخلك الأن .  الخوف شعور طبيعي، لكنه لا يجب أن يكون موجّه لحياتنا فكثيرون نجحوا من حولنا  ليس لأنهم كانوا الأذكى أو الأقوى، بل لأنهم بدأوا، فالمبادرة  والمحاولة وحدها تصنع الفرق. لا يسرقك الوقت بهدوء وأنت تراقب الحياة من بعيد. افعل ما تحب، حتى لو كان الطريق صعبًا. فالمخاطرة المحسوبة اليوم، هي راحة البال غدًا. وفي يوم ما، حين تنظر إلى حياتك الماضية، ستبتسم بفخر، لأنك كنت جريئًا بما يكفي لتحاول وتبادر ، الأحلام لا تموت، لكن نحن من يدفنها بالخوف والتردد ، ابدأ الآن حلمك كي لا تندم عليه بعد عشرين عامً.