الكتابة كشَهقة اكتشاف لامجرد توثيق.

«هل الكتابة توثيقٌ للمرئي، أم بعثٌ لما خُفي؟» تساؤل مُتَدَاول.. بالنسبة للتوثيق.. الكاميرا خير من تقوم بتلك المهمة ولأننا عالقون في فضاء الأدب فليكن بعثٌ لِما خُفي بل عليه أن يكون كذلك باعتبار أن الكتابة تحرير للغائب لا كبحث عن المعلوم أو بمعنى ما ذهبت إليه الكاتبة البرازيلية كلاريس ليسبكتور: «أنا أكتب كمّن يحفر في أرضٍ مظلمة لا ليجد شيئًا، بل ليُحرّر ما لا يُرَى» إلى جانب أقوالٍ أخرى قيلت في السياق ذاته الأجمل ممّا قالت.. هذا الاقتباس «أكتبُ كمن يُسكتُ جوعًا لا اسم له.” كما أن الكتابة بالنسبة لها ليست خيارًا، إنما ضرورة روحية وبيولوجية.” ما قالته.. مرآة تعكس ما نحن عليه أو ما نريد أن نكون عليه يبدو سأخرج عن الجادة قليلاً وأمضي في الحديث عن الكتابة لا سيما للذي تسربل بها، وغدت كمطلب روحي لا فكاك منه ليس هذا فقط إنما صارت امتدادًا (لليد) بالمناسبة على هذه الأخيرة أن تعي جيداً أنها خُلقت لحمل القلم فحسب لا لمقود السيارة ولا لرفع الأثقال، والمصافحة وكي الثياب وتشكيل فيونكة.. كوني أنثى وأتطلع لطفلة متخيلة طالما نسجت خيوطًا من (الســاتان) لا أعرف لأي ضفيرة كانت ستنتمي بُليت الشرائط، وهرمت فكرة أن أحظى بطفلة أخرى لا بأس لو كان البديل تحالف مع القلم مطلقا لا أعني تلك الأيادي التي تعمل ولا التي تؤسّس مهدًا.. أو تحيي غرســـًا غرضي من وجد في نفسه ميلا للكتــابة وعشقا متاصّلاً للقلم كما لو كانت الكتابة غريزة في الإصبع وسرى في عروقه نداء الورق هو المعني دون غيره من العالمين — عودة للكتابة في حال لو كانت بعثًا لِما خُفي وهي كذلك لمن أحب أن يغامر تماماً هي مخاطرة وخوض في المجهول رحلة في أعماق النفس حيث تختلط المشاعر، ويضطرب المعنى إبحار في محيط مظلم لا نعلم كنه الأسرار التي ستُطرح على السطح ولا ماهية تلك الجروح التي ستنكشف!! مهما يكن من أمر.. توغل دون اللاستعانة بسراج لا محالة ستخرج الكلمات على الوجه الذي يرضي غرور قارئ متفرد.. يُحاور النص لا يستهلكه أخرج النص عن السيطرة، وأخرج القارئ معك تسكّع على هامش اللغة وخذ بيده لا لترشده إلى مرافئ الأمان إنما لتسير به إلى حواف الهاوية *كاتبة سورية مقيمة بإسطنبول