الواصل : نعمل على تعزيز حضور الكتاب والناشرين السعوديين ..

جناح هيئة الأدب يعيد تعريف القراءة في معرض جدة .

تحت شعار «جدة تقرأ»، يتقدّم جناح هيئة الأدب والنشر والترجمة في معرض جدة للكتاب بوصفه قلبًا نابضًا للتجربة الثقافية، لا مجرد مساحة عرض، بل منصة حيّة تعكس فلسفة الهيئة في تحويل القراءة من فعلٍ فردي إلى تجربة تفاعلية، ومن الكتاب إلى مدخل واسع للحوار والإبداع. وقدّم الجناح لزوّاره طيفًا متنوعًا من الخدمات والمسارات التفاعلية التي خاطبت الحواس والعقل معًا، حيث تداخل الصوت مع الفكرة، والتجربة مع المعرفة. ومن أبرز هذه المسارات، تجربة «اليوم كاست» التي أتاحت للزائر أن يخوض تجربة إعلامية متكاملة، تبدأ بالاستماع، وتمر بالتعبير الحر، وتنتهي بتسجيل صوته ومشاركته في محتوى يعكس وعيه وتفاعله مع الثقافة. تجربة جسّدت التحوّل من المتلقي إلى المشارك، ومن المستمع إلى صانع الأثر. كما شمل الجناح مسارات تفاعلية أخرى، منها اختبار التحدي السمعي، ومساحة «عبّر وخذ راحتك» التي منحت الزائر حرية التعبير عن أفكاره وتجربته الشخصية، إضافة إلى جلسات الاستماع والتدريب الصوتي، وحوارات سحابية ذكية، جميعها صُمّمت لتقريب الثقافة بلغة معاصرة، تحاكي الأجيال الجديدة وتستثمر أدوات الإعلام الحديث. وفي خطوة تُعرض للمرة الأولى بالمعرض، استوقف الزوار نموذج الخدمة الذاتية لمبادرة «الكتاب للجميع»، التي قدّمت تجربة مبتكرة لشراء الكتب عبر آلات البيع الآلية، في مشهد يجمع بين التقنية والمعرفة. مبادرة تعكس توجه الهيئة نحو نشر الثقافة بوسائل ذكية، وتوسيع الوصول إلى الكتاب، وترسيخ مفهوم الخدمات الذاتية بوصفها أحد مسارات الإبداع في صناعة النشر الحديثة. ولم تغب الجوانب البصرية عن هذه التجربة الغنية، حيث حظي الزوار بفرصة التقاط الصور التذكارية مع شخصيات المانجا، في مساحة جمعت بين الخيال والهوية، وأضفت بُعدًا مرحًا يعزز ارتباط الجمهور بالمحتوى الثقافي، ويقرّب الفنون البصرية من الزائر في قالب تفاعلي محبّب. وفي هذا السياق، تحدث الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز الواصل، موضحًا أن المعرض يعكس مسارًا متقدمًا للهيئة في تطوير صناعة النشر، ودعم المواهب الإبداعية، وتعزيز حضور الناشرين والكتّاب السعوديين، مشيرًا إلى أن هذه النسخة تتضمن مبادرات جديدة توسّع حضور الأدب المحلي، وتقدّم برامج نوعية ترتقي بتجربة الزوار. وأضاف الواصل أن المعرض يضم لأول مرة برنامجًا خاصًا بالإنتاج المحلي للأفلام، يقدّم عروضًا يومية لأفلام سعودية حظيت بتقدير فني وجماهيري، وذلك على المسرح الرئيسي، بدعم من برنامج «ضوء لدعم الأفلام» وبشراكة نوعية مع هيئة الأفلام، في خطوة تعزز التكامل بين قطاعات الثقافة والفنون، وتُبرز الحضور المتنامي للقصة السعودية المرئية. ويستقبل معرض جدة للكتاب زواره يوميًا من الساعة 12 ظهرًا حتى 12 منتصف الليل، عدا يوم الجمعة حيث يبدأ من الساعة 2 ظهرًا، في قاعة سوبر دوم، بوصفه محفلًا ثقافيًا سنويًا يرسّخ مكانته كتظاهرة متكاملة، تعكس تطلعات هيئة الأدب والنشر والترجمة نحو صناعة نشر مزدهرة، ومجتمع قارئ، ومشهد إبداعي حي.