عن راوية فرنسية تكتشف تاريخ العُلا ..

باسكال بيلامي : حاولت أن أدهش الشباب بقصص منسية من تاريخ بلادهم .

وسط فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ، التقت اليمامة بمؤلفة رواية “لانا تكتشف تاريخ العلا” الفرنسية باسكال بيلامي، للحديث عن الرواية المترجمة للعربية والصادرة عن دار صفصافة التي تمزج بين التاريخ والخيال، وتأخذنا في رحلة مشوقة مع لانا وجدها وجدتها عبر مناطق المملكة العربية السعودية، بدءًا من بئر تيماء وصولاً إلى واحة العلا ومنطقة الحِجر، في هذا اللقاء تتحدث باسكال عن تجربتها في كتابة هذه الرواية وكيف استلهمت فكرة “لانا” . تقول الفرنسية باسكال قبل بضع سنوات، سمعتُ عن العُلا وبما أنني كنتُ قد أحببتُ مقابر الأنباط في البتراء بالأردن، فقد كنتُ مهتمة بزيارة العُلا، وما زاد من رغبتي في المجيء هو أنني أعيش جزءاً من السنة في واحة مصرية تُدعى سيوة . وفي عام 2022، قمتُ برحلتي الأولى إلى العُلا لاكتشاف هذه الواحة السعودية التي سمعتُ عنها كثيراً. لقد كانت روعة مقابر الأنباط في مدائن صالح (الحِجر) مدهشة حقاً، وأُعجبتُ كثيراً بالمكتبة المفتوحة في جبل عِكمة. ولأنني كنتُ قد كتبتُ سابقاً كتاباً للأطفال عن تاريخ واحة سيوة ، جاءتني فكرة كتابة كتاب موجهٍ للأطفال ووافق ذلك عندما قرأت أثناء بحثي عن نقوش رومانية في العُلا تُشير إلى الإله جوبيتر-أمون، وهو إله معبد الوحي في سيوة، وعدتُ إلى العُلا عام 2024 وأنا أحمل فكرة كتابة هذا الكتاب؛ وعن تمكنها من علمية التوازن بين الدقة التاريخية والخيال في الرواية توضح باسكال قائلة : من الصعب دائماً أن نحكي قصة للأطفال من دون أن تكون أكاديمية أكثر من اللازم، وقد طرحتُ هذا السؤال على نفسي أيضاً عندما كتبتُ قصة سيوة ، لهذا السبب اخترتُ أن أسرد القصة من خلال مغامرات الطفلة “لانا”، التي تسافر مع جدّيها لاكتشاف هذه الواحات الجميلة. هذه الطريقة تسمح لي باستخدام أسلوب الحوار، وكأنني أتحدث بلسان “لانا”. في كتابي الأول، قمتُ بجعل طفلين يقرآن المخطوطة قبل نشرها سألتها هل استفادت من الباحثين والمؤرخين السعوديين أو بمصادر محلية أثناء كتابتها للراوية تبين باسكال زرتُ العُلا مرتين، وجميع الحقائق التاريخية المذكورة في الكتاب موثقة في عدة كتب ومنشورات كتبها علماء آثار ومؤرخون. كما استعنت بزوجي في قراءة الكتاب قبل نشره فهو عالم مصريات (إيجيبتولوجي) وتتجلى الدقّة التاريخية كما توضح في الحوارات بين لانا وجدّيها فمن خلال رحلة لانا، يكتشف القرّاء أن التاريخ مرّ عبر الواحات السعودية منذ أقدم العصور ، وتتعلم لانا أن التجارة بين البلدان بدأت منذ زمن بعيد، كما تدرك أن الكتابة والنقوش الصخرية تُعدّ من أثمن الكنوز بالنسبة لعالِم الآثار. وفيما يتعلق بين المعرفة والمغامرة في الكتاب؟ توضح باسكال وتقول : تزور “لانا” تيماء، حيث تكتشف صخرة النصلا والنقوش الصخرية في الصحراء، وعند وصولها إلى العُلا، تزور دادان، والحِجر، وجبل عِكمة، والبلدة القديمة بالعُلا، ومحطة قطار الحجاز. وفي الوقت نفسه، تحلم بقصرٍ شرقي. وعن الدروس المستفادة من رحلة لانا تبين لنا المؤلفة أن فكرتها من كتابة هذه السلسلة عن الواحات مثل سيوة أو العُلا هي أن تدهش الشباب حين يكتشفون أن أماكن في بلادهم شبه منسية، كانت ذات يومٍ عامرة بالتاريخ والغنى الحضاري ، وتضيف إن معرفة تاريخ الوطن أمر مهم، لأنها تُنمّي لدى الناس الاهتمام بالمحافظة على آثار الماضي. كما ان هذا النوع من الكتب يساعد في تعريف الشباب بتاريخ بلادهم ، ففي السعودية أَغنت الاكتشافات الأثرية الحديثة والتركيز المتجدد على مواقع مثل الحِجر (مدائن صالح) ودادان فهمنا لتاريخ الوطن فقد كان من الصعب في الماضي تخيّل وجود هذا الغنى التاريخي في أرضٍ قاحلة كهذه سألتها كيف لمثل هذه المشاريع الكتابية أن تساهم في تعزيز فرص التعاون بين الثقافتين السعودية والفرنسية تروي لنا باسكال موقف يعزز من ذلك تقول لقد التقيتُ في معرض الرياض الدولي للكتاب بسيدة تعمل ضمن إطار التعاون الفرنسي-السعودي الخاص بالعُلا. وقد أبدت اهتماماً كبيراً بالكتاب، وأرغب في العام المقبل أن أقدّم لها روايتي الجديدة الموجهة للكبار، والتي سيَسافر فيها القارئ من سيوة إلى العُلا متتبعاً مسار الوحي ، حيث يمكننا التعاون في ترجمة الروايات التي تربط بين الأماكن واللغات عن تفاعل زوار معرض الرياض للكتاب مع روايتها وحديثها معهم أبدت لنا دهشتها ومفاجئتها قائلة الجميع كان فضوليًا ليتعرّف عليها وعلى العلا أكثر.