حين يصبح القاص أباً ومعلماً.

سأتحدث أولا عن الجانب الأبوي الإنساني عند أستاذنا وأبينا / جبير المليحان رحمه الله، حيث كان يتابع المواهب الجديدة بحنو الأب وعين الأخ الكبير . من وقفاته معي شخصيا عندما بدأت في كتابة القصة أنه لاحظ أن حضوري المنبري قليل ، وصوتي لا يكاد يسمع بين أصوات القاصين السعوديين والعرب ، فكان يكرر علي طلب قصص قصيرة لنشرها في موقع القصة العربية ،ويحثني على النشر في الصحف والمجلات حتى يقرأ نتاجي وتستمر تجربتي. كنت عملت بنصيحته وأعمل بها حتى الآن وهذا شأنه ونهجه مع الكثير من الأسماء التي تستجد في كتابة القصة منذ أن أنشأ موقع القصة العربية. عن همه الكبير بانتشار القصة القصيرة العربية وإخلاصه لها ، فقد بدأ في مرحلة مبكرة محفوفة بالصعوبات ، حيث إن المواظبة على تأثيث الموقع بالنصوص القصصية من كافة الدول العربية يأخذ الكثير من الوقت ،والجهد في القراءة والتدقيق ،وتتبع مدى صلاحية هذه النصوص وتماشيها مع سياسة واشتراطات الموقع. كان يعمل ذلك بصمت وهدوء وروية ، يطلب من ابنه أيمن، ومن بعض الأصدقاء ،والزملاء مشاركته في العمل ولكن كان العبء الأكبر عليه ، وقد نجح في وضع أشهر منصة عربية تعنى بالقصة القصيرة. رافقنا في عدة مناسبات حول القصة القصيرة.. كان شخصية استثانية في حضوره الوقور ، يتحدث بعمق واقتصاد في الكلام وحين يكتب فهو يعود إلى الجذور ، ويؤمن أن التاريخ والمكان مكونان مهمان في هيكل النص.