 
          ضمن توجهات “جمعية الأدب المهنية” في المساهمة بالرفع من شأن أدب الطفل، أقامت مؤخراً فعالية أدبية عبر سفرائها في الأحساء، وكانت بعنوان “الإلقاء الشعري عند الأطفال.. تجربة واقعية”. ابتدأت الأمسية بكلمة ناب فيها كاظم الخليفة عن السفراء، وتحدث عن أهمية الشعر خاصة، والأدب بشكل عام على إخصاب مخيلة الطفل وتنمية مقدرته التعبيرية، بجانب فائدته في الإثراء اللغوي. ثم افتتحت الأستاذة أفراح السلطان حوارها مع الأستاذة أمل الحرز (المتحدثة الرئيسية) بمقدمة جاء فيها: «الإلقاء هو الفن الذي يجمع بين البيان والعاطفة، وبين الفكر والصوت، ليعيد للأدب حضوره الأصيل في وجدان المتلقي. وحين يلتقي الأدب بفن الإلقاء، تتجلى الصورة بأبها معانيها؛ إذ تولد الكلمة من جديد، تنبض في السمع والروح معاً، فتصبح الكلمة رسالة، ويغدو الأداء فناً يترك أثراً لا يُمحى». بعدها، أخذت بالتعريف بشخص الأستاذة أمل الحرز وجهودها الأدبية في فن الخطابة، ومشاركاتها في العديد من الفعاليات والمهرجانات الأدبية داخل وخارج المملكة، متوجة مسيرتها بإنشاء “نادي فخر للخطابة والإلقاء للأطفال”. يعقب ذلك، تم إفساح مقدمة الحفل، الأستاذة أفراح السلطان، المجال للأستاذة أمل للحديث عن تجربتها في توظيف بعض الأدوات التقليدية والمتعارف عليها في أندية الخطابة العالمية “التوست ماستر”، و”تبيئتها” محلياً، لتتناسب مع مقدرة الأطفال للارتقاء بذائقتهم الأدبية. ومن النتائج المدهشة التي انبثقت من واقع التجربة – تقرر أمل الحرز - أن استجابة الأطفال لهذا الفن الخطابي كانت كبيرة، وأبرزت في الواقع مواهب عديدة، سواء في كتابة جنس القصة القصيرة، أو بعض المحاولات الشعرية لدى أطفال لم تتعدى أعمارهم سن التاسعة! وكذلك من خلال التركيز على أداتي مراقبة “التلكؤ” و”التكرار”، استطاع بعض الأطفال تجاوز عقبات الأخطاء المشهورة في فن الإلقاء، والتحدث بلغة سليمة متدفقة، وأيضاً إلقاء بعض القصائد الشعرية التي تناسب أعمارهم، بمزيج من الإيقاع الشعري الصحيح، والإحساس بالجمل الشعرية المنطوقة. وأشارت أيضاً إلى سرعة قطاف تلك الإنجازات والتي تمخضت – حسب تجربة ناديها - في حصدهم للعديد من الجوائز والمراكز المتقدمة في المسابقات على مستوى المملكة، والتي شارك فيها أعضاء نادي “فخر” للأطفال بالأحساء. وللتدليل على هذا المستوى من الدقة في الإلقاء، اصطحبت الأستاذة أمل طفلتين من تلميذات ناديها (زهراء الأحسائي وفاطمة الأمير) لتقديم نماذج خطابية وشعرية أمام جمهور الأمسية الذي تفاعل اعجاباً بأدائهما. هذا، وقد شارك – متطوعاً ضمن فقرة مشاركة الجمهور - الطفل محمد عساكر الطفلتين بإلقاء قصيدة شعرية نالت الاستحسان أيضاً. اختتمت أمل الحرز الأمسية بدعوتها إلى الاهتمام بسن الطفولة أدبياً، وذلك للثمرة الرائعة المتحصلة من هذا الجهد، حيث تنمي لدى الأطفال الإحساس الجمالي بالأدب، ومن جهة ثانية تعزز الثقة في أنفسهم وتنعش مخيلتهم.
