المحررون
لطالما أكدت جائزة الملك فيصل تفرّدها بين الجوائز العالمية، بموضوعيتها وحياديتها، وبأنها لا ترتبط بدينٍ أو جنسية، بل بالعلم والإنجاز وحدهما. وقد جاءت المحاضرة التي روى فيها الأمين العام للجائزة، الدكتور عبدالعزيز السبيل، سيرة الجائزة التي لم تُرْوَ، لتضيء جانبًا من المسيرة الزاخرة لإحدى أهم الجوائز العالمية. إنها جائزة تضع بصمتها أمام العالم وتواصل تطورها عامًا بعد عام بما يؤكد حرصها على ترسيخ رسالتها لتكون منبرا عالميا للعلم والمعرفة، وجسرا للتواصل بين الحضارات، في إطار منظومة رفيعة من القيم العلمية والإنسانية. وقد اختار فريق التحرير هذه السيرة العطرة لتكون موضوع غلاف هذا العدد، تأكيدا للأثر الكبير الذي تمثله الجائزة في المشهد الثقافي والعلمي. وفي هذا السياق، يتناول الدكتور زاهر عثمان كتاب “الحملات الصليبية.. منظور إسلامي” الذي ألّفته كارول هيلينبراد، الفائزة بفرع الدراسات الإسلامية للجائزة. وفي الميدان التاريخي نسلط الضوء على أبرز ما تحدث به الدكتور عبدالله الوليعي في مركز حمد الجاسر الثقافي حول جهود علماء ومؤرخي الجزيرة العربية في التأليف عن الخيل العربية وأنسابها. وفي مقالات العدد، يكتب محمد القشعمي عن رسام الكاريكاتير الشهير علي الخرجي، الذي أثبت برسوماته أن الكاريكاتير رسالة وموقف ناقد قبل أن يكون وسيلة للضحك والتسلية. ويأخذنا الدكتور صالح الشحري في رحلة إلى “المدينة المنورة عبر قلب البادية”، وتكتب الدكتورة سارا فارس عبدالله فلبي عن “النوم.. القصيدة التي يسطرها الليل بقلب الأحلام”. أما في التقرير، فنرصد أرقام وأثر معرض الرياض الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته السبت الماضي، مسجلًا زيادة في عدد الزوار بنسبة 37 ٪ وارتفاعًا في المبيعات بنسبة 20 ٪ ، ما يعزز مكانة المعرض كأحد أكبر وأهم معارض الكتب العربية. وفي “المرسم” يكتب الفنان القدير أحمد فلمبان عن الفنان الراحل هشام بنجابي، وفي “ذاكرة حية” يقدم كاظم الخليفة إضاءة على مسيرة الفنان إبراهيم الحساوي. كما يستعيد محمد الجلواح سيرة مبارك بوبشيت، عميد شعراء الأحساء، ويكتب الدكتور عبدالله بانخر عن النقد السينمائي بوصفه فنًا قائما بذاته لا مجرد رأي فني. ونختتم مع “الكلام الأخير” الذي يتأمل فيه أحمد حاصل الأحمري “تمدد حجاب الخصوصية”.