تعد نقطة مضيئة في تراثنا الشعبي ..
أبرز الشعراء الذين ساندوا الملك عبد العزيز بأشعارهم الحماسية.

في هذا اليوم يبرز لنا “ تراث العرضه السعودية “ وهي الرقصة الشعبية التقليدية التي تمثل جزءاً هاماً في الموروث الثقافي السعودي، وهي ما تؤدى في المناسبات والاحتفالات الوطنية. تعكس العرضه السعودية الاعتزاز بالهوية الوطنية، وإظهار التلاحم والتكاتف بين أبناء الشعب السعودي لإبراز ثقافة المملكة العربية السعودية. ولأهميتها فقد أُدرجت ضمن قائمة منظمة “ اليونسكو “ للتراث الثقافي غير المادي في عام 2015 م وهي تعد من أبرز الفنون الشعبية التي حُظيت باهتمام من قبل القادة والملوك لإحياء التراث والثقافة. كان الملك عبد العزيز رحمه الله هو ورجاله يقومون بتأدية العرضه سوياً، احتفالاً بالانتصارات المتوالية في المعارك لتوحيد المملكة العربية السعودية، وفي يومنا هذا تعتبر العرضه موروثاً ثقافياً حياً، تمتاز باستخدام الطبول والإيقاعات ومبارزة السيوف. ومن أبرز الشخصيات التي كانت أشعارهم تساند الملك عبد العزيز في تحدي الصعاب، ومواجهة الأعداء وتحقيق الانتصارات المتوالية هم : محـمد العوني – فهد بن دحيّم – عبد الرحمن الحوطي. اولاً، الشاعر محـمد العوني : ولد في منطقة القصيم تحديداً في بريدة، وهو المعروف بشاعر نجد، والشاعر الفارس الكبير، وشاعر الحماس والتهييج. شارك محمـد العوني في عدة معارك، أشهرها معركة البكيرية، وهو يعد من أشهر شعراء العرضه السعودية في بدايات القرن الرابع عشر الهجري، حيث اكتسبت اشعاره ببلاغة عميقة، ومفردات قوية لها أهميتها ومكانتها في العرضه السعودية، إذ لعبت اشعاره دوراً بارزاً في بث الحماسة بين أعداء الملك عبد العزيز، ومن أشهر قصائده : “ مني عليكم يا هل العوجا سلام واختص ابو تركي عمى عين الحريب يا شيخ باح الصبر من طول المقام يا حامي الوندات يا ريف الغريب “ قام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بإهداء الشاعر الكبير محـمد العوني هدايا عديدة، نظير اشعاره التي كانت تسانده في بث الحماسة في خوض المعارك، منها مُهرة صفراء ثمينة، وخنجر منقوش بالذهب، كانت تلك الهدايا قد أُعطيت للملك عبد العزيز لكنه اختصها للعوني فأهداها إياه، وبيّن له الملك عبد العزيز أن اشعاره العميقة كان لها دوراً فعالاً في بث حماسته للتغلب على الأعداء. ثانياً، الشاعر فهد بن دحيّم : من أعيان أهل منطقة الرياض، وهو يعتبر أحد أشهر شعراء المملكة العربية السعودية آنذاك، عاش ومات في الجندية تحت راية الجهاد، ومصاحباً مع الملك عبد العزيز في عدد من المعارك، افتقده الملك عبد العزيز مرة حينما غاب مريضاً فقال ائتوني به ولو محمولاً، فجاء بن دحيّم إليه وهو يغالب مرضه وهز سيفه وأنشد أشهر قصائده : “ نجـد شامت لابو تركي واخذها شيخنا واخمرت عشاقها عقب لطم خشومها لا بكت نجد العذية تهل دموعنا بالهنادي قاصرين شوارب قومها “ حينها اهتز الملك عبد العزيز لها، وتناول سيفه وتثنى بين جنوده مفتخراً، وزاد جنده حماسة وتفاعلوا معه. ثالثاً، الشاعر عبد الرحمن الحوطي : هو من أهالي مدينة المزاحمية، كتب قصيدة للملك عبد العزيز في صبيحة استرداد الرياض (1319 هـ - 1902 م )، اصبحت قصيدته هذه منذ تاريخ استرداد الرياض حتى وقتنا الحالي حاضرة في المناسبات الوطنية وتأدية العرضه السعودية، في مطلع القصيدة : “ داري اللي سعدها تو ما جاها عقب ما هي ذليلة جالها هيبة “ سار أبناء الملك عبد العزيز من بعده على إحياء الأشعار، خاصة أشعار العوني وبن دحيّم، فنجد أن تلك الأشعار دائماً حاضرة في مثل هذا اليوم، حيث تظهر لنا التلاحم والوحدة، وتُعبر عن الفخر بالانتصارات المتوالية التي حققها المؤسس بفضل الله اولاً ثم بفضل جهوده وجهود رجاله الذين معه، وخطوات الشعب اليوم، هي خطوات تأني من ماضي نفخر به، لمستقبل مشرق بإذن الله. * مهتمة بالتاريخ السعودي والتراث الوطني