المحررون

في خضم التحولات الدولية العميقة، لم تعد الجغرافيا السياسية محصورة بما ترسمه القوى الغربية، بل ان ملامح عالم جديد بدأت تتشكل بهدوء. ولعل التحرك الثلاثي الأخير بين موسكو وبكين وبيونغ يانغ يحمل إشارات استراتيجية لا يمكن تجاهلها، إذ تتقاطع مصالح الدول الثلاث عند نقطة واحدة: تقليص الهيمنة الغربية عبر بناء فضاءات نفوذ بديلة. هذا التحرك، وتحركات أخرى مماثلة، تفتح الباب أمام توازن دولي جديد، عنوانه الأبرز: لا أحد يحتكر المستقبل، وهو موضوع غلافنا هذا الأسبوع. وفي نفس المساحة السياسية، يكتب الأستاذ الدكتور أحمد الزيلعي عن العلاقات الإيرانية–الأمريكية، متتبعا مراحل الصعود والهبوط التي شهدتها على مدار العقود الماضية، متسائلا: هل سيشهد المستقبل القريب ذروة جديدة أم انحدار آخر؟ وفي أبوابنا الصحفية المعتادة، نحاور الكاتب والمسرحي والأكاديمي الدكتور رجا العتيبي، أحد الأسماء المميزة في الساحة المحلية، الذي يرى أن موجة تحويل الروايات إلى أفلام في هذه المرحلة قد تكون مجرد فورة مؤقتة، مؤكدا أن لكل قالب فني خصوصيته وأدواته المميزة. وفي صفحة “ فاعل خير” نسلط الضوء على جمعية إبصار الخيرية، أول جمعية من نوعها في المملكة متخصصة في خدمة وتأهيل ذوي الإعاقة البصرية، متتبعين جهودها الكبيرة على مدار العشرين عامًا الماضية منذ تأسيسها. وعلى صعيد الفنون التشكيلية، يكتب الشاعر صالح الشادي في صفحة “المرسم” عن الفنان التشكيلي محمد الرباط، معتبرا تجربته حالة إبداعية متكاملة، غنية بالعمق والجمال الذي يخاطب الروح. وفي صفحة السياحة، تروي الزميلة سارة الخزيم حكاية طريفة من عسير، حين جرت مسابقة نسائية لتسلق جبال المنطقة الشاهقة، ضمن فعاليات سياحية تحكي قصة الأصالة والتميز في المنطقة. أما في “الآثار”، فنكشف عن الإرث العريق للخطوط العربية القديمة في مختلف مناطق المملكة، بوصفه شاهدا على تاريخ طويل وحضارة أصيلة. وفي مقالات العدد، يتناول الدكتور صالح الشحري في “حديث الكتب” كتاب الرجل ذو البدلة البيضاء للكاتب لوسيت لنيادو، الذي يروي وقائع خروج أسرة يهودية من مصر. ويقدّم محمد القشعمي في “أعلام في الظل” شخصية الكاتب صلاح بن هندي وكتابه شعلة المعبد، الذي يتقصى العادات الشعبية وجذورها في الطقوس التعبدية. ويقدم الدكتور محمد الشنطي قراءة في كتاب الدكتور ناصر البكر ذاكرتي الأدبية، فيما يكتب رائد أنيس الجشي عن “كرة القدم.. لغة الشعر الأخرى”. ويقف بنا الدكتور عبدالله بانخر خلف كاميرا السينما، مبينًا كيف يمكن لاختيار الممثل أن يغيّر مصير الفيلم السينمائي بالكامل. ونختم العدد مع الكاتب عبدالعزيز السويد الذي “يوافق على الشروط والأحكام” في “الكلام الأخير”.