المملكة..

إرث عريق للخطوط العربية القديمة.

تمثل الخطوط القديمة تاريخًا معرفيًا وثقافيًا عبر العصور، وتعتبر الوسيلة الرئيسية والأولى في فهم تاريخ وحضارات الأمم السابقة. والمملكة العربية السعودية تزخر بالكثير من الكتابات والنقوش العربية القديمة المتنوعة، وتعتبر من أغنى دول العالم في هذا المجال. الخطوط القديمة في شبه الجزيرة العربية، تشمل أنواعًا مختلفة مثل الخط المسند والخطوط الثمودية والنبطية والصفوية واللحانية، والتي تم اكتشاف العديد منها في أنحاء مختلفة من المملكة، ويعود تاريخ بعضها إلى قرون ما قبل الميلاد. ‏الكتابات القديمة في المملكة ، تتوزع على مجموعتين، كتابات شمال الجزيرة وهي الثمودية والنبطية، وكتابات جنوب الجزيرة وهي السبئية والمسند. ‏ويعد الخط المسند هو الأبجدية العربية الجنوبية القديمة، وهو الخط الأساسي قديماً في الجزيرة العربية، فقد كان هو الخط السائد قبل الخط العربي الحالي، ويطلق عليه بعض المؤرخين الخط المسند الحميري، لارتباطه بالحضارة الحميرية، وقد وجدت نقوش لهذا الخط في جنوب السعودية. وتمكن باحثو الآثار من الوصول إلى الكثير من آثار الحضارات القديمه في جنوب الجزيرة العربية، من خلال قراءة النقوش المكتوبه على الصخور وفي المغارات وعلى بقية القلاع والقبور والأبراج القديمه بهذا الخط. ونجح العرب منذ وقت مبكر من فك رموز الخط المسند، فقد وضع الهمداني ترجمة لهذا الخط من خلال ترجمته لبعض النقوش الأثريه. أما «الخط الثمودي»، فهو نسبة إلى قوم ثمود، حيث كتب به سكان شمال الجزيرة العربية، وكتب به عرب الجزيرة العربية لغتهم، وهو يعد من أقدم الكتابات العربية المعروفة. وتعد حائل غنية بالنقوش والكتابات الثمودية، حيث توجد بها آلاف النقوش الصخرية التي تعكس جوانب من حياة وثقافة الثموديين، الذين عاشوا في المنطقة بين القرنين السادس والأول قبل الميلاد، مما يجعل منطقة حائل متحفًا مفتوحًا يروي تفاصيل حياة الحضارات القديمة. ‏أما الأبجدية النبطية فهي إحدى تفرعات الأبجدية الآرامية، ومكونة من ٢٢ حرفًا. وتنحدر الأبجدية النبطية من الأبجدية الآرامية، وبدورها تطورت كشكل متصل من الأبجدية النبطية إلى الأبجدية العربية، ابتداءً من القرن الرابع، وهذا يوضح أن الخط النبطي هو أساس الأبجدية العربية المستخدمة اليوم. ‏إذن ما نكتب به الآن هو خطنا العربي المتطور عن رسم الشكل الثاني لحروف الأبجدية العربية المعروفة بالخط النبطي. وقد شاع استعمال هذا الخط عند عرب الجزيرة ما بين ١٠٠ - ٢٥٠ سنة، قبل الإسلام، وقد طغى على خطهم الأقدم الذي هو «المسند». وتطور رسم الخط النبطي، حتى استوعب تدوين القرآن الكريم بالرسم العثماني والكتابة الحجازية. وفي 30 مارس 2020، وبناءً على اقتراحٍ تقدّمت به المملكة العربية السعودية، سلّمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الملفّ العربي المُشترك إلى الأمانة العامّة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، لتسجيل عُنصر (فنون الخطّ العربيّ: المهارات والمعارف والمُمارسات) لإدراجه في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة. وفي 14 ديسمبر 2021، أدرجت منظمة اليونيسكو الخط العربي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في 16 دولة عربية.