
أهداني الأستاذ صلاح بن عبد الله بن هندي آخر مؤلفاته (شعلة المعبد) ط١، 2025 دار الانتشار العربي، وهو عبارة عن بحث استقصائي في علم الاجتماع (الأنثروبولوجيا) والذي قال إنها بدأت تتكشف له أسرار ما كان يراه ويسمعه ويمارسه أحيانا، فإذا الحياة الشعبية ما هي إلا حياة عالمية بدائية عاشها الإنسان منذ آلاف السنين، وما نحن إلا امتداد لهذه الحياة التي كلما قمعت وحوربت عادت من جديد تحت عباءة الفلكلور. وقال في خاتمته: هناك اعتقادات وطقوس كثيرة يصعب إحصاؤها، لكنه أحب من خلال استعراضها إلى أن الإنسان الحديث لم يخرج من دائرة الإنسان البدائي.. وحاول الوصول إلى أصل الأشياء من العادات والتقاليد التي كان يمارسها أسلافنا من قبل، فكل شيء عندهم له فلسفة وأصل يربطهم بجذور التاريخ . بدأ بطقوس الزواج .. ليلة الحناء .. ويوم الغسول .. والرقيدة .. والنوم في بيت العروس .. وفلسفة صراع العروسين ليلة الدخلة .. العروس بوصفها قرباناً بشرياً .. فلسفة النقوط .. الجنس عملية مقدسة .. الحمل والولادة .. القابلة (الداية) الألعاب الشعبية .. الدين واللعبة .. الموسم والقرعة. ومن الألعاب الشعبية التي يعيدها إلى جذورها الأولى ومنها: عظيم ساري - لعبة المولود الخرخاشة أو الخشجيشة والتى نسميها بالزلفي القرقعانة .. التمائم والحجب .. الدُّمى وعالمها .. سبيت حي ولا ميت .. لعبة التيل أو القلول .. لعبة الأقنعة .. لعبة اللقصة أو أم الأربع، والتي نسميها الصقلة .. طاق طاقية وتقديس الشمس .. وتقديس القمر.. وخسوفه .. كوكب الزهرة .. تقديس النار .. تقديس الأشجار .. النخلة المقدسة.. الفنون الشعبية بأنواعها .. الرقص بأنواعه .. البيت وملحقاته في المعتقد الشعبي .. والزخرفة والأواني.. العلاقات الأسرية .. العهد الأمومي.. واختتمه بطقوس الموت ومعتقداته. استمتعت بقراءته .. وعن سبب التسمية «.. (شعلة المعبد) ما تزال تشتعل بداخل الكثيرين منا معشر البشر، رغم ما جاءت به الأديان السماوية من التوحيد والتنوير، لكن الإنسان المعاصر مازال مخبوءاً بأسلافه البدائيين!!» واستشهد بما أورده (ول ديورانت) - بقصة الحضارة - حين قال: إنك لو حككت جلد الإنسان الحديث لوجدت تحته مباشرة إنساناً بدائياً!! وقال: «.. ولقد تحدثت في كتابي هذا عن أشياء كثيرة من العادات والتقاليد والاعتقادات الشعبية التي كان يمارسها ويعتقدها الإنسان البدائي، وما تزال تعيش في واقعنا المعاصر، فاتضح لي أن كثيراً من الألعاب الشعبية والأهازيج كانت في الأصل طقوساً عبادية دينية، كان يمارسها الإنسان الوثني!؟ وقد ذهبت قداستها وبقيت هي بوصفها لعبة شعبية..» قال عن الكتاب الشاعر خالد الحيدر: «.. إن إنسان اليوم في أمس الحاجة إلى ما يربطه بماضيه الإنساني القريب والبعيد ... ألم نكن إلى عهد قريب عندما تخلع أمهاتنا الضرس الذي (يرقل) تخلعه وتقول خذ هذا الضرس وقل: «يا عين الشمس اخذي ضرس الحمار واعطينا ضرس غزال»، ونرميه في الخرابة … والكتاب مزدهم بالمعلومات والتحليلات لا يكفي أن تعطي القارئ تصوراً دقيقاً له في مقال إلا إذا قرأه ... فكتاب (شعلة المعبد) يعتبر نقلة نوعية وفريدة من المؤلف الأحسائي.. إلخ وقال الكاتب أحمد الهلال: «... بقي أن أقول إن الكتاب مكتوب بلغة أدبية جميلة وسلسلة ويمثل سياحة ممتعة في علاقة الدين بالإنسان.. الخ أقول إنني استمتعت كثيراً بما حواه الكتاب من معلومات كثيرة وثرية . هناك كثير مما يستحق التوقف ولكن مقالاً قصيراً لا يحتمل التفاصيل ولكن المرور السريع والإشارات العابرة التي لا تقلل من قيمة الكتاب وأهميته. هناك أخطاء مطبعية أذكر شيئاً منها: ص 26 تتسعين والصحيح تستحين. حيث اهتزار ص 143 والصحيح اهتزاز. وكي تخرج نم جسد ص 146 والصحيح من جسد. ناسب أن يغطى ويدفن ص 154 والصحيح مناسب. اللازمة ي هذا ص 162 والصحيح اللازمة في، وكذا تهدأة عضبهم صفحة نفسها والصحيح غضبهم. يا من باس العريس ص 184 والصحيح باس العروس. و ص 27 جام محمد الجريان، والصحيح جاسم، الهامش. ورد في ص 156 توضيح لاسم: الجحلة (الجرة) بينما ورد قبلها أسماء لم تفسر مثل: ص 84 وكان الأطفال ربما علكوا هذه والمفروض توضح بـ (علقوا) و ص 90 نسميها (النشالي) يعنى سيارة (القلابي). ص 79 (يا جعب) اي يا كعب. عدم وجود قائمة بالمصادر والمراجع في نهاية الكتاب كالمعتاد، وعدم الاكتفاء بالهوامش، وقد ورد في هامش ص 71 العابنا الشعبية الكويتية ولم يذكر اسم المؤلف إلا في ص 79. يعود المؤلف إلى أحد كتبه ص 68، 69 مرجعاً بينما هي مراجع سابقة الكتابة هناك أسماء مختلفة في بعض مناطق المملكة مثل ص 182 الخشخاشه أو الخشخيشه أو القرقاشة، بينما تسمى في نجد قرقعانة. وكذا لعبة اللقصة أو أم أربع ص 97 تسمى في نجد الصقلة. ورد في ص 126 براز البقر والصحيح خثي البقر مثل ومن البعير أو الغنم، وكذا صون الحمار وغيرها. فيه تكرار لبعض الأمثال مثل ص 134 - 135- هدم خالد بن الوليد العزى. ص 138 والجريد ما نزع عنه السعف، والصحيح أنه يسمى عسيب أو سعف مادام الخوص بالجريد أما إذا نسع الخوص منه فيسمى جريد. وهذا يذكرني عندما كنت طفلاً بالقرية (معقرة) بالزلفي كان المطوع يأخذ القراية يتحلقو حول «المنحاة» وهو يصدر على البقرة في مزرعته، وإذا وجد أحدهم ساكتا لا يقرأ يضربه بــ (لمسوقة) العصا التي يستعين بها. وكنت لاهياً وكاد يضربني ولكني عندما رأيت العصا تقترب مني صرخت: يا مطوع يا مطوع فأوقفت العصا وسألني: وش تبي؟ قلت عسا النخل حامل كله هالسنة !! هي كلمة سمعت الكبار يتباشرون بها وقلتها لأتوقى العصا. وبالنسبة لبخور المعابد في السابق ما زال يحضر البخور للمساجد وبالذات في الشتاء عندما تكون الصلاة وبالذات الفجر بـ (الخلوة). وعن العادات وتدني مستوى المرأة وعدم ذكر اسم زوجها أو الأكل معه فهذا أتذكره. كانت والدتي رحمها الله في صغري تستغرب وتسكثر أن زوجة عمي تأكل مع زوجها وتناديه باسمه، (واخزياه)!. وكان من المعيب ذكر اسم الزوجة وغيرها، فإذا حضر الرجل ينادي بأعلى صوته: هيش فيردون عليه من داخل المنزل: ويش، وبالنسبة لتسمية الزوجة باسم زوجها تقليداً للغرب أذكر جيداً مع بدايات صحافة المؤسسات، الصفحات النسائية بجريدة الجزيرة تحررها أسيمة فيصل الشهيل رغم أن اسمها أسيمة درویش، وكذا محررة الصفحة النسائية بجريدة اليمامة شمس خزندار واسمها شمس الحسيني. كل هذا لا يقلل من قيمة وأهمية الكتاب بحثاً قيماً يعتد به ويفخر.