سؤال وجواب

س: ما حقّ الأقارب ؟ ج: قال الله تعالى:﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ﴾ (النساء: 1). وقال سبحانه:﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ (الإسراء: 26). فحقّ الأقارب وصلة الرحم جاء مقترنًا بتقوى الله، وجعل الله أداء حقوقهم من أعظم القربات. وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يُدخلني الجنة ويباعدني من النار، فقال ﷺ: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم» [البخاري 1396، مسلم 13]. وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال النبي ﷺ: «من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه» [البخاري 5986، مسلم 2557]. فصلة الرحم من أعظم الأعمال بعد التوحيد والفرائض، فهي سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وسبب للبركة في العمر والزيادة في الرزق. قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره 6 / 5 (أتفق أهل الملة على أن صلة الرحم واجبة، وأن قطيعتها محرمة). وفي العصر الحديث أكدت القوانين والمواثيق الدولية مكانة الأقارب، فقد نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948م في المادة (16) أن «الأسرة هي الوحدة الطبيعية والأساسية في المجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة.» وفي المملكة العربية السعودية -حرسها الله- جاءت الأنظمة مؤكدة لحقوق الأقارب، ومنها: النظام الأساسي للحكم في المادتين ( 10 - 11) الدالتين على أن الأسرة نواة المجتمع السعودي العربي المسلم المعتز بعقيدته وولي أمره ووطنه، والمحافظ على أواصره وقيمه، وفي نظام الأحوال الشخصية حيث نصت المادة (64) على وجوب نفقة القريب غير القادر على التكسب على قريبه الموسر الذي يرثه بحسب نصيبه في الإرث، والله ولي التوفيق.