« وشمٌ على خارطة السّنين »

غزلتُ حبالَ الوقت كي أعبرَ المدى فعدتُ إلى همس البداية والصّدى وتوقظني في الكون ألفُ حكايةٍ بها ذكريات الأمس غيمٌ تلبّدا وتاريخُ تتلوه الرّياحُ قصيدةً تتوقُ لها الصّحراء عشقًا وموردا فخمس وعشرون المدادُ يحوكها ويزرعُ شُكرَ الأرض في روضة الهدى مع الرؤية الخضراء سارتْ كنجمةٍ لها بامتداد الضّوءِ إرثٌ تسيّدا إلى الحرفة الأولى أعودُ كعاشقٍ يُخيطُ من «النّقشِ الحجازيّ» موعدا فإدريسُ منذ البدء أوّل عارفٍ يحوكُ فصولَ العمرِ ثوبًا تجدّدا ونسجٌ من «القَطّ العسيري» زُخرفتْ على المنزل الطينيّ بالجودِ شُيّدَا بألوانها طيفُ السّماء كأنّهُ يُغازلُ فُلّا في الجنوب تورّدا على شرفة الأعناق ينثرُ عطرَهُ به أزهرتْ جازانُ شوقًا توقّدا رسمتُ بألوان الخُزامى خريطةً ومن طينةِ المعنى نقشتُ عُرى المدى أُطرّزُ من سدو الشّمال قصيدتي وأبوابها بالبنّ تستقبلُ النّدى وألبستُها «البِشْت الحساويّ» فازدهتْ لها في جذوع النّخل عرقٌ تمددا بعرعرَ والتّطريزُ يرسمُ لوحةً كأنّ الثّريّا جّددتْ موسمًا عدا يُبلّلنا عزفُ الغَمامِ فنرتدي من النّسج ما حاكَ الشّتاء وبدّدا فأيدٍ بها الحناء تفتحُ زهرَها وتضحكُ للإرث الذي قد تجسّدا ويغزلنَ أوراحَ السّنين بحرفةٍ عليها نقوش الفجر تعلنُ مولدا هنا يستفيقُ القلبُ مثل حمامةٍ تُغني مع الغيماتِ شعبًا مُوحّدا هي السيّرة الأولى نسيرُ بظلّها وأحلامنا بالحب مدّت لها اليدا وقفتُ بمحراب الفنون كعابدٍ يطوفُ بآيات الجمال تعبّدا