ماذا لو كنتُ مخطئًا ؟

هو السؤال الذي ينبغي أن نحاكم به أفكارنا لنرى إن كانت تقف على أرضٍ صلبة أم أنها مجرّد موروثات نرددها لأننا ألفناها . لكن هذا السؤال غالبًا ما يتعثر في دواخلنا .. يتعثّر أمام وَهْم الراحة التي يمنحنا إياها ما نظنه “اليقين”. إنه سؤال ثقيل . لأن الصدق مع النفس ليس سهلًا، ولأن إعادة النظر تعني أن نهدم ما بَنَيناه أحيانًا لبنةً لبنة . ثم نعيد البناء ببطء وتأمل. أن تسأل نفسك “ ماذا لو كنتُ مخطئًا ؟ « لا يعني أنك ضعيف الإيمان بأفكارك .. إننا ‏لا ننضج حقًا إلا حين نُخضِع قناعاتنا للمساءلة .. وننظر إليها من مسافة لا بعين الاعتياد بل بعين الباحث عن الحقيقة. كم من الأفكار تسكننا فقط لأنها كبرت فينا مع الزمن ؟ وكم من القناعات نرددها لأننا لم نعرف غيرها وكم من “اليقينيات” ما هي في الحقيقة إلا ظنون لم تُمتَحن بعد ؟ الاختبار الحقيقي لأي فكرة أو معتقد أو موقف ليس في قدرتنا على الدفاع عنها بل في شجاعتنا على مساءلتها. ‏فما لم يُمتحن بالسؤال يبقى ظنًّا ولو بدا يقينًا .