التفكير البصري

قد نتفق على أن الكتابة عن أهمية التعلّم في حياة البشر عبث وعدم احترام لعقلية القارئ. لأن الأمم قد تجاوزت المفهوم السطحي لــ(العلمُ نورٌ) رغم أن البعض في زمن (الكي بورد) وحجّة عدم معرفة مواقع التشكيل على «مفاتيح الرقن» يكتبها (العلمو نورن). ما علينا من كل هذا ولندخل في صلب الحكاية وزبدتها: من البدهي القول بأن التعلّم أداته العقل ولتشغيل ذلك العقل لا بد من التفكير بمختلف الأنماط المتعارف عليها كالتفكير الناقد والتفكير الإبداعي والعلمي، المنطقي، التأملي، التجريبي، الشمولي، وغيرها. السؤال الذي قد يدور في الأذهان عن أي تلك الأنماط أنسب في العملية التعليمية وأنجعها في الرسوخ واسرعها في الاسترجاع وربط المعلومات بعضها ببعض؟ يقول خبراء التعليم ودهاقنته أن التفكير البصري يعتبر أحد أهم أنماط التفكير الإبداعي والمعرفي ويقصدون بالبصري ذلك الذي يعتمد على استخدام الصور والأشكال والرموز بدلاً من الكلمات فقط. حجّة أولئك الخبراء أن الإنسان بطبيعته كائن بصري لأن دماغه يعالج الصور أسرع بكثير من معالجته للنصوص وهذا الأمر هو الذي جعل التفكير البصري أداة فعّالة للفهم. حسب الدكتور جراهام هاريسون من المؤسسة الوطنية للعلوم لمجلس البحوث العالمية أن الأطفال في الغرب يتعلمون قراءة الحروف والأعداد الرومانية في سن مبكرة بينما يتعلّم الأطفال الصينيون تذكّر آلاف الأشكال المصوّرة لهذا فإن التفكير الصيني يميل الى الاعتماد على المعالجة الشاملة للمعلومات. أي أن الدماغ يسترجع الصورة ويخضعها للتفكير ثم يربطها بالمعلومة المراد تعلّمها. (لا ريب) في أن الخرائط الذهنية لدى الصغار تنجذب للصورة وللمشهد البصري أكثر من النصوص بما فيها الأرقام ولهذا تحرص المؤسسات التعليمية في الدول التي تضع التعليم كأولوية قصوى على تصميم مناهج تعليم تعتمد التفكير البصري لتنظيم الأفكار وتقوية الذاكرة وربط المعلومات لسهولة استرجاعها من مخازن الدماغ وسلامتكم.